أشرف، صباح امس، السيد عبد الرحيم الزواري وزير السياحة والصناعات التقليدية على افتتاح الملتقى الوطني حول «المنظومة الجديدة في التكوين المهني في القطاع السياحي» وحضر جلسة الافتتاح كل من السيد كاتب الدولة للتكوين المهني وممثل عن وزارة التعليم العالي ومدير الديوان الوطني للسياحة والصناعات التقليدية. وفي تدخله، أبرز السيد عبد الرحيم الزواري وزير السياحة أن الأوان قد آن لتطبيق التعديلات والمقترحات التي اسفرت عنها الاستشارة الوطنية لتعصير التجارة وذلك في اطار اجراءات عملية قادرة على مزيد تدعيم القطاع السياحي خاصة عبر ايلاء الاهمية القصوى لتكوين الاطارات والاعوان السياحيين بداية من هذه السنة الدراسية خاصة بعد النقص الملحوظ في المختصين الذي تعاني منه المؤسسات الفندقية للوصول الى توفير 3 الاف متخصص سنويا، لتلافي ما قد يعوق تطور القطاع السياحي خاصة من حيث التكوين الذي يمثل اشكالية. وأكّد السيد الوزير على ان هذه السنة ستشهد تركيزا على تحسين جودة التكوين خاصة في مراكز التكوين المهني الخاصة التي تتطلب اعادة نظر في الكم والكيف بما في ذلك من صرامة في اعطاء الشهائد والبرامج وشراكة مع المهنيين تكريسا للاتفاق المبرم بين الاطراف المشرفة على التكوين والمتمثلة في وزارة السياحة ووزارة التربية والتكوين ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا. وتكريسا لهذه الاتفاقات تمت اعادة هيكلة معهد سيدي الظريف ليتحول الى معهد عال للدراسات السياحية منتج لشهائد باكالوريا مع 3 سنوات ومع 5 و8 سنوات وماجستير متخصص، اضافة الى مركزين للتكوين المهني كل منهما قادر على استيعاب 750 متكونا بسوسة والحمامات، تحت اشراف الوزارات الثلاث وذلك باحداث مجالس مراكز في هذين المركزين في انتظار تعميم التجربة على باقي المؤسسات. أما مداخلة السيد منصف بن سعيد كاتب الدولة للتكوين المهني فتمحورت حول وجوب ارساء منظومة متكاملة للتكوين السياحي وتطويره وترفيع جودة الخدمات وذلك عبر توفير التكوين المستمر للمباشرين حسب المواصفات المطلوبة نظرا للنقص الواضح في الكوادر المطلوبة في الاختصاصات غير المباشرة كصيانة المؤسسات والالكترونيك والاعلامية خاصة في مركزي جربة وطبرقة. كما تضمنت ايضا مداخلة السيد رئيس جامعة النزل منير بن ميلاد ان النزل الان في حاجة الى العمال ذوي التكوين الجيد واستعداد المهنيين الى المساهمة بشكل او بآخر في هذه المنظومة خاصة باستقبال المتكونين وتأطيرهم في مؤسساتهم. وعبّر ممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا عن استعداد الوزارة لوضع الهياكل الجامعية ذات العلاقة في خدمة تطوير منظومة التكوين المهني السياحي وذلك بتخصيص 16 شعبة في 8 مؤسسات للتكوين السياحي ومراجعة البرامج التكوينية مع وزارة السياحة والديوان. ولكن النقاشات التي دارت بعد المداخلات بينت ان ازمة النقص في الكادر السياحي لن تحلّ الا بمزيد من التدعيم للشراكة بين الاطراف المشرفة اذ بينت التجربة ان خريجي المؤسسات غير قادرين على الاندماج في مؤسسات عملهم الجديدة لضعف تكوينهم التطبيقي في مجال اختصاصاتهم. كما ألح المتدخلون على مزيد تدعيم تدريس اللغات خاصة لغات بلدان أوروبا الشرقية خاصة في اختصاصي الاستقبال والدليل السياحي وذلك تجاوبا مع انفتاح تونس على اسواق هذه البلدان وقد تم ادراج هذه النقطة في التوصيات مع اقرار تربصات في نهاية كل ثلاثي بالنسبة لطلبة المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية.