سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الادارة والجامعة المهنية تطرحان مشاكل التكوين السياحي: غياب المختصّين في الطبخ التونسي والعلاج بمياه البحر والعجز عن توفير الحاجيات في صدارة الاهتمامات
أثار المشاركون في الاستشارة الوطنية حول استراتيجية تنمية السياحة المنعقدة امس باحد نزل مدينة الحمامات الجنوبية جملة المشاكل والنقائص العالقة بقطاع التكوين السياحي كما تم عرض المقترحات لمعالجة هذه النقائص. وتتمثل أولى النقائص في عجز منظومة التكوين الحالية عن توفير حاجيات الوحدات السياحية والفندقية للاعوان عددا ونوعا. وكان السيد عبد الرحيم الزواري وزير السياحة والصناعات التقليدية أثار هذه النقطة وشدّد على ضرورة معالجتها منذ الافتتاح وذلك بالتدقيق في مستوى برامج التكوين وطرق العمل بالنسبة الى المكوّنين والهياكل المشرفة على البرامج حتى تكتسب المرونة الكافية وجميع مقوّمات ووسائل النجاح. وتفيد الاحصائيات الرسمية ان قطاع السياحة يشغل اجمالا 90 الف عون وعامل بصفة مباشرة ويوفّر ايضا نحو 270 الف موطن شغل غير مباشر وهو ما يعادل تقريبا 11 من القوى العاملة في تونس. **مشاكل واستنادا الى برنامج المخطط العاشر (2002 2006) فإن القطاع مدعوّ الى احداث 15 ألف موطن شغل اضافي تساوي معدل 3 الاف موطن شغل في كل سنة. وأمام هذه البرمجة وتزايد حاجيات سوق الشغل لا يوفر جهاز التكوين السياحي سوى 1890 موطن تكوين تفضي سنويا الى توفير معدّل يتراوح بين 800 و1100 مجاز علما وأن الحاجيات ترتبط بمواطن الشغل الاضافية كما ترتبط بالشغورات التي يتركها المتقاعدون الذين أصبح عددهم في تزايد مطرد. وقدّر السيد منير بن ميلاد رئيس الجامعة الوطنية للنزل الحاجيات العامّة السنوية للقطاع السياحي من الاطارات والاعوان والعملة بنحو 2500 عون يوفر منهم معاهد التكوين الحكومية (8 معاهد تابعة لديوان السياحة) سوى 30 وهو ما يدعو الى دعم هذه المعاهد حتى يمكنها الترفيع من مردودها. ودعا رئيس الجامعة مصالح التعليم العالي الى دعم التكوين السياحي والرفع من نوعيته وبالاخص حتى يمكن الاستجابة الى الحاجيات ومجابهة المنافسة الشرسة التي تواجهها الوحدات السياحية والفندقية التونسية على مستوى السوق العالمية كما طالب بدعم اصناف التكوين السياحي الاخرى مثل المقاربة بالكفاءة والتكوين بالتداول الذي يمثل نحو 50 من جملة اصناف التكوين السياحي. أما بخصوص المشاكل الاخرى التي أثيرت خلال استشارة السياحة المخصص امس لمنظومة التكوين السياحي فقد تعلقت بالخصوص بتجاوزات مراكز التكوين المهني التي تشتغل دون برامج واضحة ودون تنظير مع برامج الدولة والتي أضرّت بمستوى التكوين وبكفاءة المتكونين. **ردود ومقابل هذه الاتهامات طالب بعض اصحاب معاهد التكوين الخاصة بمراجعة معاليم عملية تنظير برامج التكوين التي لم يعد يتحملها لاصحاب المعهد ولا المواطن التونسي. وتمّت اثارة اشكالية اخرى تهم ا لصعوبات التي يواجهها المتكونون في فترة التكوين والتربصات وأهمها مشكلة السكن حيث يجد الكثير منهم انفسهم يتحملون معضلة البحث عن المأوى رغم وجود العديد من الغرف الشاغرة في الفنادق التي يتدربون ويقضّون تربصاتهم بها. كما تمت الاشارة أيضا الى افتقار اغلب الفنادق الى الاعوان المتخصصين في الطبخ التونسي الاصيل وهي نقيصة ومفارقة عجيبة ان تجد الطباخ التونسي الذي يجيد عديد أصناف الطبخ الاجنبية ويجهل في الوقت نفسه طبخه الاصيل. كما ذكر المشاركون في الاستشارة نقيصة اخرى تهم غياب بعض الاختصاصات التكوينية الهامة او توفرها لكن بقدر غير كاف مثل اختصاص العلاج بمياه البحر حيث حذّر السيد أحمد السماوي رئيس لجنة المنتوج السياحي من أن عديد المراكز المختصة في هذا المجال ستفتح ابوابها قريبا ولكنها سوف لن تجد الاعوان الذين سيسيرونها وينشطون بها.