تجارة جديدة تغزو شوارع العاصمة فبعد ان غصت الأنهج بأكداس العطور ومواد التجميل والملابس وجهاز العروس اتخذت تجارة الحرقوس (النقش على الأيادي) مكانا لها في وسط العاصمة وبالتحديد في باب بحر، تجارة جديدة تكتسح شوارع المدينة بعد ان أصبح كل شيء مباحا باسم الثورة والحرية. مشهد محزن في مدخل المدينة العتيقة نساء افترشن الحجارة ينادين بأعلى أصواتهن «هيا حرقسوا يا بنات» وكأنهن في سقيفة حمام... الكل يريد الربح المادي غير عابئين بمنظر المدينة الذي بات شبيها بسوق لا تفهم في أية بضاعة مختص والغريب أن الجميع يتهافتن عليهن دون وعي بخطورة ما هن يقدمن عليه. كنا قد أشرنا الى هذا الموضوع وهو الانتصاب الفوضوي في العاصمة مرات عديدة على أعمدة «الشروق» وتحدثنا كثيرا عن عاصمتنا التي باتت تختنق لكن دون جدوى فالأمر تعدى الى تجارة كانت حكرا على محلات الحلاقات والحمامات لكن اليوم أصبحت في قلب العاصمة فمتى نستفيق على مشهد جديد للعاصمة ومتى ينزاح كابوس الفوضى؟!