أعلن الثوار الليبيون أمس تحريرهم لمدينة مصراتة معقلهم الأخير غرب البلاد ونجاحهم في دحر القوات النظامية لأكثر من 40 كيلومترا فيما اعتبرت طرابلس أن هذا الانسحاب يأتي لفسح المجال للقبائل الليبية لإيجاد تسوية سياسية للأزمة القائمة في مصراتة، يأتي هذا عقب غارات أطلسية مكثفة على هدف غير محدّد المعالم قرب مقر العقيد الليبي بباب العزيزية تلاها تأكيد أمريكي بمشاركة الطائرات بلا طيار لأول مرة في الهجمات الغربية علي ليبيا. وقال متحدث باسم الثوار ان مصراتة تحرّرت من ربقة حصار فرض عليها أكثر من شهرين كاملين، مضيفا بأن عددا من قوات القذافي قتل وآخرون أسّروا. وتتوافق هذه التصريحات مع تأكيدات جنود نظاميين أسروا في مصراتة بأن النظام فقد السيطرة على المدينة وبأن أوامر تلقّوها بضرورة الانسحاب. مهمة القبائل الليبية في المقابل، قال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم ان مهمة تسوية الخلافات في مصراتة أنيطت بعهدة القبائل الليبية والأهالي مشيرا الى أن الجيش سيكون خارج هذا الوضع. وأضاف أن الأهالي من المدن المحيطة: زليطن، ترهونة وبني وليد سيتوجهون الى مصراتة وسيتفاوضون مع المتمردين حسب وصفه للثوار وإذا لم يستسلموا فسيقاتلونهم. وأوضح أن سياسة الجيش في مصراتة تمثلت في تطبيق «حل جراحي» بيد أن هذا الحل لم ينجح في ظل غارات الأطلسي. ولدى تطرّقه الي إرسال واشنطن لطائرات بلا طيّار الى ليبيا اعتبر الكعيم أن واشنطن سترتكب جرائم جديدة ضد الانسانية بعد تلك التي ارتكبتها في العراق وأفغانستان. وكانت معارك عنيفة جدا بين كتائب القذافي وقوات الثوار قد اندلعت في مصراتة طيلة ساعات صباح أمس السبت أفضت الى مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة 100 جريح حسب مصادر طبية. غارات على باب العزيزية وفي ذات السياق العسكري شنّت طائرات الحلف الأطلسي فجر أمس غارات جوية مكثفة وأصابت هدفا قرب مجمع العقيد الليبي معمر القذافي وسط طرابلس، قالت عنه الحكومة انه مأوى للسيارات وأكد مراسلون أجانب أنه «مخبأ تحت الأرض». وقال المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم ان 3 أشخاص قتلوا بسبب الانفجار القوي جدا. وأضاف أن المنطقة المستهدفة غير مستخدمة وصناديق الذخيرة فارغة. بالتوازي مع هذا الموقف الرسمي، أشار مراسلو وكالة «رويترز» الي أن حفرتين كبيرتين خلفتهما الغارات الأطلسية التي اخترقت قنابلها طبقتين تحت الأرض واحدة من التراب وأخرى من الاسمنت المسلح. وأضافوا أن صناديق ذخيرة وجدت بالقرب من المكان المستهدف. بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن واشنطن شنّت أولى غاراتها مستخدمة طائرة بلا طيار «بريديتور»، ولم تقدم الوزارة مزيدا من التفاصيل بشأن الضربة. وحذّرت الصين بريطانيا من خطط إرسال ضباط عسكريين لتقديم المشورة للمعارضة، وقالت بيكين انها تعارض بشدة أية خطوات تتجاوز تفويض الأممالمتحدة بمقتضى القرار 1973. وفي غضون ذلك، أكدت مصادر إعلامية مطلعة حصول الثوار على شحنة صواريخ «آر بي جي» وقاذفات صواريخ لردع تقدّم كتائب القذافي. وأضافت أن الكتائب بدورها حصلت على كميات جديدة غير محددة من العتاد العسكري والذخيرة.