حذّر الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح أمس من حرب أهلية قد تندلع في بلاده وقد تؤثر على أمن المنطقة على خلفية ما يجري من اضطرابات ومظاهرات كانت قد تجدّدت أمس مطالبة بتنحّى «صالح». وقال الرئيس اليمني أمام قيادات أمنية وعسكرية في الكلية الحربية أمس «نحن حريصون على عدم إراقة الدم اليمني الغالي الذي تجرّنا إليه أحزاب «اللقاء المشترك» ونعرف أن الحرب الأهلية لها عواقبها ليس على اليمن فقط بل على المنطقة». وتقول المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك) في بيانات متعدّدة إن صالح يستخدم فزّاعات الحرب الأهلية والقاعدة والحراك الجنوبي والحوثيين لترويع دول المنطقة وإخافتهم من حرب أهلية قادمة في حين أن الثورة المطالبة برحيله مرّ عليها 3 أشهر ولم تحدث أي حرب كما يردّد في خطاباته». اتهامات واتهم صالح أحزاب المعارضة اليمنية بتلقّي أموال «مدنسة» من أجل إسقاط النظام معتبرا أن من انضمّ إليهم كانوا محتالين ومجموعة لصوص. وأضاف «إن هؤلاء هم حاقدون على الشعب اليمني الذي لن يقبل الدجل ولا الخديعة منهم». وراهن صالح في هذا الصدد على انقسام معارضيه وقال «نتحدّاهم أن يصمدوا.. هم يتآكلون شيئا فشيئا في كل أنحاء اليمن.. ويعرفون حجمهم الذي لا يتعدّى ساحة التغيير بجامعة صنعاء وبعض شوارع مدن اليمن». وتابع «ان الذين انضمّوا إليهم من الوزراء والعسكريين كانوا مجموعة من ناهبي المال العام ومهربي النفط الى إفريقيا والآن يدّعون الطهارة». وجدّد الرئيس اليمني استعداده لترك السلطة مشترطا أن يتمّ ذلك عبر صناديق الاقتراع أو إجراء انتخابات برلمانية أو رئاسية. عصيان واسع وفي الوقت نفسه اتسع نطاق العصيان المدني مع إغلاق حوالي 90٪ من المؤسسات والفعاليات بمناطق مختلفة في اليمن وكان قد خرج أول أمس في ما سمّيت «جمعة الفرصة الأخيرة» أربعة ملايين مواطن في 17 محافظة في أكبر حشد شهده البلد منذ بدء المطالبة بإسقاط النظام قبل نحو 3 أشهر. وردّد المشاركون شعارات تطالب بتنحّي صالح فورا ومحاكمته كما رفضوا أي مبادرة لا تنصّ صراحة على هذه المطالب وتعمل على تطبيقها. واعتبر مراقبون أن حشود «جمعة الفرصة الأخيرة» كانت بمثابة رسالة إنذار توجّه الى الرئيس اليمني بأن الزحف نحو قصره ليس مستبعدا.