دخل اليمن أمس نفق الحرب الاهلية بعد أن سقط عشرات القتلى في معارك عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبد االله صالح ومسلحين مناصرين للشيخ صادق الأحمر، زعيم قبائل «حاشد» النافذة. فقد استولى المسلحون القبليون الليلة قبل الماضية على مبنى وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وسمعت أصوات الرصاص والانفجارات بكثافة في الصباح في حي الحصبة الذي شهد اشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الموالية لصالح لليوم الثالث على التوالي... وقد أسفرت الاشتباكات عن سقوط ما لا يقل عن 44 قتيلا من الجانبين. والاشتباكات التي انطلقت الاثنين الماضي تراجعت خلال الليلة قبل الماضية بعد ان طلب الرئيس اليمني من قواته وقف اطلاق النار ومن مناصري الشيخ صادق الاحمر الذي يدعم الانتفاضة المطالبة بتنحي الرئيس الانسحاب من المباني العامة التي سيطروا عليها والتي تشمل وزارة الصناعة والتجارة ومبنى الخطوط الجوية اليمنية ومبنى المعهد العالي للارشاد ومدرسة الرماح. وذكر شهود عيان ان الطرقات المؤدية الى حي الحصبة مغلقة بالحجارة وبإطارات السيارات. اقتحام كما أفادوا أن المسلحين القبليين دخلوا خلال الليلة قبل الماضية الى مبنى «سبأ» وطلبوا من الموظفين المغادرة. وقال مصدر طبي في مستشفى العلوم والتكنولوجيا في صنعاء إن 24 شخصا من أنصار الاحمر قتلوا من بينهم ثلاثة من زعماء العشائر كما جرح عشرات آخرون ومن ناحيتها ذكرت وزارة الدفاع على موقعها الالكتروني نقلا عن وزارة الداخلية ان 14 جنديا قتلوا فيما اعتبر اثنان آخران في عداد المفقودين. وعادت الاشتباكات العنيفة الى العاصمة اليمنية صنعاء اثر فترة من الهدوء بعد ان خلّفت 38 قتيلا خلال الايام الثلاثة الماضية. وفي تطور خطير قصفت قوات يمنية منزل شيخ قبيلة «حاشد» فيما كانت تجتمع فيه لجنة من شيوخ القبائل ووسطاء في محاولة لنزع فتيل الازمة مما أدى الى اصابة عدد منهم من بينهم اللواء غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي. وقد اعتبر الشيخ حسن الاجدع أحد قيادات الوساطة بين الرئيس اليمني علي عبد االله صالح وشيخ قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر أن حادث حي الحصبة هو بداية للحرب الاهلية التي لوّح بها الرئيس صالح ضد معارضيه مساء الاحد الماضي. عناد... وتهوين لكن صالح عاد أمس وقال إن اليمن لن يصبح دولة فاشلة أو يستدرج الى حرب أهلية رغم المعارك العنيفة التي تدور في العاصمة. ومع ذلك قال صالح ايضا انه بالرغم من استعداده للتوقيع على اتفاق لانهاء حكمه الا انه لن يقدم المزيد من التنازلات. وتابع في مقابلة مع «رويترز» انه يأمل ألا يصبح اليمن «صومالا آخر». وأضاف ان الشعب مازال حريصا على انتقال سلمي للسلطة. وأبدى الرئيس اليمني الذي قال انه لن يغادر اليمن حين يتنحى استعداده لتوقيع اتفاق نقل السلطة في اطار الحوار. وفي اطار تصريحاته هذه قال صالح إنه مستمر في التنسيق مع الولاياتالمتحدة في قتال «القاعدة» التي قال انها صعّدت من هجماتها باليمن منذ بدء الاحتجاجات. وفي الاثناء طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس صالح بالتوقيع على اتفاق نقل السلطة في أسرع وقت ممكن.