لندن باريس موسكو (وكالات): كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أمس ان بريطانيا والولايات المتحدة تخططان لتقويض قوات العقيد معمر القذافي داخل ليبيا من خلال فرض حصار بحري لقطع إمدادات الوقود عنها، في وقت دعت فيه فرنسا وايطاليا المجتمع الدولي الى مقاطعة نظام القذافي عبر الامتناع عن شراء نفطه. وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة تتزامن مع رفع حلف شمال الأطلسي من وتيرة عملياته العسكرية ضد قوات القذافي. خطة غربية وأضافت أن وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس سيلتقي نظيره الأمريكي روبرت غيتس في واشنطن بمشاركة رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايك مولين. وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولاً بريطانياً وصفته بالبارز أكد أن المسؤولين الأربعة «سيناقشون اتجاه الحملة في ليبيا وطرق استغلال التحالف لنقاط الضعف في نظام العقيد القذافي». ونسبت إلى المسؤول قوله «إن الاجتماع سيناقش ما يتوجب اتخاذه من إجراءات إضافية لقطع خطوط إمدادات الوقود عن قوات القذافي، ونحن بالتأكيد بحاجة إلى بذل المزيد من العمل لمنع ناقلات الوقود من الوصول إلى طرابلس». وأضاف المسؤول أن «المعركة متنقلة وعربات ودبابات القذافي تحتاج إلى الكثير من وقود الديزل وسيكون من الصعب عليها التحرك إذا ما تم قطع هذه الإمدادات». وقالت «فايننشال تايمز» إن مسألة إمدادات الوقود لقوات القذافي أصبحت محوراً رئيسياً للنقاش داخل الحكومة البريطانية في الأيام الأخيرة انطلاقاً من اعتقادها بأن هذه القوات ستصبح ضعيفة جداً في حال تم تجفيف إمداداتها من وقود الديزل. وكان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أعلن أمس الأول أن طائرات أمريكية بدون طيار مزوّدة بصواريخ يُمكن استخدامها في اغتيال القذافي. وفي سياق متصل دعت فرنسا وايطاليا أمس المجتمع الدولي الى التوقف عن التزوّد بالنفط من نظام القذافي ودعتا العملاء النفطيين الى الامتناع عن شراء «الذهب الاسود» من هذا النظام. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني عقب لقاء بينهما في روما أمس إن بلديهما «لن يقبلا بشراء الوقود من القذافي ونظامه». وقد كشفت مصادر ملاحية امس ان ليبيا استوردت البنزين من شركة التكرير الايطالية «ساراس» في مطلع أفريل الجاري، مستغلة ثغرة في عقوبات الاممالمتحدة تسمح بمشتريات تقوم بها شركات ليست على قائمة الأممالمتحدة للكيانات المحظورة. تحفظ روسي في الأثناء أكدت روسيا أمس أنها لن تؤيد أي قرارات من مجلس الامن الدولي بشأن ليبيا تجيز مزيدا من التدخل الأجنبي هناك. ونسبت وكالة «إنترفاكس» للأنباء إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن بلاده لن تدعم أي قرار من شأنه أن يفاقم الحرب. وقال لافروف إن المجلس لا يبحث الآن مشروع قرار جديد، موضحا أنه «إذا كان ثمة قرار سيؤدي إلى مزيد من التصعيد في الحرب الأهلية بطريقة أو بأخرى بما في ذلك التدخل الأجنبي فإننا لا يمكننا تأييده». غير أن لافروف استدرك قائلا إن روسيا قد تؤيد إجراءً أمميا جديدا إذا كان «يدعو الى وضع حد فوري لكل أعمال العنف، وسفك الدماء، واستخدام القوة، أي إجراء عسكري، ويناشد كل الأطراف للجلوس فورا إلى مائدة التفاوض». لكن موسكو أعربت منذ ذلك الحين عن أسفها لكون الغرب ينجر شيئا فشيئا الى صراع قد يضطره إلى التورط في عمليات على الأرض. ودعت طرابلس الليلة الماضية موسكو الى مطالبة مجلس الامن بعقد اجتماع طارئ حول الاوضاع في ليبيا. قال وزير خارجية ليبيا ان بلاده تريد ان يعقد الزعماء الأفارقة قمة للاتحاد الافريقي لبحث سبل التعامل مع الضربات الجوية الغربية. وأضاف عبد العاطي العبيدي في تجمع لمجلس الامن والسلم التابع للاتحاد الافريقي ان وفد ليبيا يقترح عقد جلسة غير عادية للاتحاد الافريقي بأسرع ما يمكن بغرض التعرف على السبل التي تمكن قارة افريقيا من تعبئة قدراتها لمواجهة القوات الاجنبية التي تعتدي عليها.