منع وسائل الاعلام من نقل مقابلة «الجليزة» و«الهمهاما» هي حادثة حصلت لأول مرة في بطولتنا. فهل أن ما أتاه مستقبل قابس تصرف مقبول وهل كانت مجرّد ردّة فعل أم من مخلفات الثورة؟ أسئلة تبادرت للذهن ونحن نشاهد مساء السبت كيف غادرت كل وسائل الاعلام ملعب قابس بقرار اتخذته هيئة«أحباء الجليزة» وكيف دار اللقاء بعيدا عن الأضواء وآذان المستمعين وأقلام الصحفيين. قرار مفاجئ كنت شاهد عيان على بعض الحيثيات لما بلغت أرضية الملعب وجدت هيئة أحباء المستقبل في نقاش مع مبعوثي التلفزة الوطنية 1 وقناة حنبعل وقناة نسمة بعد أن «صدرت» لهم الأوامر بعدم تشغيل الكاميرا وبمنع التصوير بدافع الاحتجاج على ما جرى في لقاء المرسى وبعض المنابر الرياضية التحليلية. القرار فاجأ كل الزملاء وحاولوا عبثا تليين موقف الهيئة وحاولوا حتى الفوز بتصريح خاص يبرّر الموقف دون جدوى لكن الحقيقة أن كل ذلك جرى في كنف الهدوء وبدون تشنج وقد اقترح أعضاء هيئة الأحباء على مبعوثي القنوات البقاء لمشاهدة اللقاء دون تصوير لكنهم رفضوا وغادروا الملعب ومعهم بعض الصور الصامتة لا غير. السمعي والمكتوب ممنوع أيضا بعد مغادرة القنوات التلفزية اكتشف الزملاء الاذاعيون أن النقل الاذاعي المباشر لن يسمح له أيضا فتم إلغاء ربط الخطوط الهاتفية المبرمجة وجاءت الأوامر بأن كل تغطية صحفية مهما كان نوعها لن تكون موجودة. وسمح لنا بالتواجد في المنصة الشرفية لمشاهدة اللقاء، لكن بدون استعمال أدوات الكتابة والمراقبة كانت لصيقة وشديدة. ماذا قالت هيئة الأحباء؟ السيد نزار طابة رئيس هيئة الأحباء قال: «إن القرار لم تتخذه الهيئة المديرة وإنما هيئة الأحباء نيابة عن جمهور «الجليزة» والأسباب وراء ذلك عديدة منها ما جرى في لقاء المرسى من مظالم تغافل عنها الاعلام المرئي ما حصل من تجاوزات ضدّ فريقنا وضدّ الحكم وللأسف وما اعتبرته بعض البرامج التحليلية قمّة الروح الرياضية ثم ما حصل أيضا من استهزاء في احدى البرامج الرياضية والتي ادّعت أن عنف ملعب بنزرت لا يحدث عادة إلاّ في قابس أو جندوبة. وليعلم الجميع أن بعد لقاء المرسى احتجّ جمهور «الجليزة» بشدّة في قابس ووصل الأمر الى حدّ قطع الطريق وتهديد الهيئة المديرة، لكننا في المقابل قمنا بتهدئة الوضع واتخذنا هذا القرار اليوم للاحتجاج على وسائل الاعلام أولا ثم لتفادي حصول تجاوزات لأن الجماهير كانت متواجدة غير بعيد عن الملعب وكان بالامكان أن يحصل المكروه عند سماع مظلمة تحكيمية جديدة أو هزيمة الفريق عند النقل الاذاعي المباشر ونحن بهذه الطريقة نكون قد حمينا الجميع من أي تجاوزات». ماذا قال مبعوث التلفزة «الوطنية1» مهدي قاسم مبعوث التلفزة الوطنية الأولى قال ل«الشروق» إنه فعلا تفاجأ بسماع القرار عند دخوله الملعب وأضاف إن هيئة أحباء المستقبل أعلمته بطريقة حضارية أنه لن يفتح الكاميرا وسيكون ضيفا مبجّلا لمشاهدة اللقاء دون تصوير، مهدي قاسم قال انه سمع وجهة نظر هيئة الأحباء وكان حاول الفوز بتصريح مصور لكنه لم يفلح وهو يحترم وجهة نظرهم. «نسمة» غادرت وعادت الفريق العامل بقناة «نسمة» كان ناقش كثيرا للتعبير عن حقه في التصوير قبل أن يغادر قبل انطلاق اللقاء، لكن هذا الفريق لم يغادر قابس وتعمد الانتظار بعيدا الى حين مغادرة فريق «الجليزة» اثر نهاية اللقاء والعودة للتسلّل الى حجرات فريق حمام الأنف، مبعوث «نسمة» وحسب شاهد عيان أجرى حوارات مع لاعبي «الهمهاما» وحاول استفزازهم فتذمّروا من تصرفات الفريق المحلي وحتى من المسؤول البلدي على الحجرات الذي كان حاضرا وطلب من القناة أخذ الكلمة للردّ وتكذيب الادّعاء. حسني سالم قال ل«الشروق» إن تصرّف قناة «نسمة» لا يخدم الرياضة بعد الثورة.