ردّا على مقال السيد يوسف الوسلاتي الوارد ب«الشروق» بتاريخ 28 أفريل 2011 وقد جاء تحت عنوان «تمهيد لبروز 3 أقطاب وسقوط لحسابات المراهنين...» أبسط الملاحظات التالية: 1 تحليل السيد يوسف الوسلاتي لم يأخذ بعين الاعتبار مدى دور الاتحاد العام التونسي للشغل كمترشح مستقل ومتمكن من آليات الجهات. وأستطيع أن أقول إنه هو القادر الوحيد حاليا على سدّ الطرق المفتوحة أمام أغلبية ممكنة «للنهضة» أو تكتلات وسطيّة ويسارية أخرى... وإذا التحقت به صفوف مرضية من التجمعيين فسيكون هو المتحكم في أعضاء المجلس التأسيسي القادم وفي توجّهاته. 2 هناك التباس واقع بين المترشحين والمصوّتين من التجمع الدستوري المنحلّ. فالمسألة في نظري لا تتعلق بالمترشحين إن وُجدوا بل بالمصوّتين، لذلك فسيكون موقف جزء هام من التجمعيين ضدّ من : دعا واستمات لاقصائهم، ثم ضدّ ممثلي من وقفوا دون انتشارهم في وقت ما ويدعون الآن الى الانتقام... هنا تتغير معطيات الأمور وتصبح الأقطاب المحتملة: 1 قائمات اتحاد الشغل المستقلة 2 قائمات من رفضوا إقصاء التجمّع اقصاء كليا وهم على الأقل: الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد وربما الحزب الاشتراكي اليساري الذي أظهر واقعية واعتدالا في المواقف حتى من التجمعيين. 3 البعد الجهوي سيكون له حضور في مصير الانتخابات نظرا إلى صلته هذه المرة بالمستقبل السياسي للبلاد، لذا فلا غرابة أن تتقدم قائمات بعض الأحزاب جهويا على الأقل في جهات زعمائها كحزب الوطن مثلا... 4 هناك تشكلات سياسية كانت تعتبر متطرّفة من جانب النظام وبعض الشرائح الاجتماعية، لكن يبدو أنها أخذت تجد أصداء جهوية واجتماعية لا بأس بها وأخصّ بالذكر حزب العمال الشيوعي التونسي لحمّة الهمامي، فهناك جزء من الشباب الجامعي وغيره سيدعمون دون شكّ حضوره. 5 يمكن لحزب النهضة أن يشكل تمثيلا ملحوظا إذا تجنب ما يروّجه من يدّعي انتسابه إلى هذه الحركة من عزم على القضاء على الحريات الفردية وحرية المرأة ومكاسبها ونبذا للفنون بالطريقة الطالبانية وتضييق على السياحة يحيل ملايين من التونسيين على البطالة والافلاس. وهو مشروع ظلامي يهدّد حداثة تونس التي عُرفت بها دينيا وفكريا وسياسيا واجتماعيا منذ آلاف السنين. وتبقى تساؤلات عن مآل وجود الأحزاب التي كانت تؤازر النظام السابق وتدور في فلكه. نورد هذه الملاحظات دون المساس بمصداقية أيّ حزب من الأحزاب المعترف بها بعد الثورة المباركة لأنها في الواقع لاتزال تحتاج الى مزيد التعبئة وشحذ الصفوف لخوض غمار معارك صناديق الاقتراع. يوسف الحنّاشي