أكد السيد علي حمدي المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل أن وزارة التكوين المهني والتشغيل دعمت كل مكاتب الوكالة في كل الجهات بالموظفين والتقنيات اللازمة لتوفير الظروف اللازمة للتعامل مع العاطلين عن العمل من كل الفئات. وأنها بدأت العمل بداية شهر مارس الجاري ببرنامج «البحث النشيط عن شغل» الذي يهدف الى الرفع من مستوى تشغيلية طالبي الشغل ومساعدتهم على البحث الجاد عن فرص العمل والادماج في القطاع الخاص أو البحث عن تربصات أو تكوين تكميلي. كما أشار السيد حمدي في حديث ل«الشروق» الى أن وزارة التشغيل لا يدخل ضمن مهامها التشغيل في القطاع العام وأن تلك المهمة موكلة للوزارة الأولى والوزارات المعنية بالانتداب، مؤكدا أنه ستتم مراجعة مختلف الآليات المتبعة لمزيد تصويبها والحدّ من ظاهرة الابتزاز في بعض المؤسسات للمنتفعين من برامج الوزارة بما يحقق أرفع نسبة من الاندماج. وفي ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: عبد الرؤوف بالي ماهي الآليات التي توفرها وزارة التشغيل اليوم لمساعدة طالبي الشغل سواء على الاندماج والتكوين؟ وماهي مجالات تدخلكم؟ لدينا شبكة واسعة من البرامج والآليات التي تساعد على التشغيل وتحسين التشغيلية لطالبي الشغل وتيسير اندماجهم في الدورة الاقتصادية. وتتمثل هذه الآليات في برامج الاعداد للحياة المهنية من ضمنها عقود الادماج لطالبي الشغل من حاملي الشهائد العليا أو عقود الادماج والتأهيل لمن هم دون مستوى التعليم العالي. هناك أيضا برامج للمساعدة على احداث المشاريع وبرنامج تكفل الدولة بنسبة من الأجور الى حدود 50٪ وبرنامج تكفل الدولة بالمساهمة الاجتماعية لمدة 7 سنوات. وتحيط هذه الشبكة بكافة فئات طالبي الشغل وتعتبر الأدوات الأساسية للتعامل مع القطاع الخاص ويمكن تلخيصها في صنفين كبيرين، الأول يتمثل في معالجة طلبات الشغل والثاني يتمثل في معالجة عروض الشغل. وما يجب التأكيد عليه هنا أن مكاتب التشغيل والعمل المستقل تتعامل عن طريق التوظيف المباشر وبرامج وآليات التشغيل مع مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني من جمعيات غير حكومية، وبالتالي فإن مكاتبنا لا يدخل ضمن مشمولاتها الانتداب في الوظيفة العمومية والمنشآت العمومية والمناظرات الوطنية والتي تبقى كلها من مشمولات الوزارة الأولى والوزارات المعنية. سمعنا عن «برنامج البحث النشيط عن شغل»، فماهو هذا البرنامج وكيف يمكن لطالب الشغل الانتفاع به؟ دخلت هذه الآلية حيز التنفيذ غرةمارس الجاري. ونؤكد على أن هذه الخدمة تتم في كافة مكاتب التشغيل والمكاتب والوطنية والجهوية للتشغيل وكل فضاءات المبادرة حرصا على توفيرها في أفضل الظروف وبأسرع نسق ممكن. وقد تمّ تدعيم مكاتب التشغيل بأمر من السيد سعيد العايدي وزير التكوين المهني والتشغيل بموارد بشرية اضافية من اطارات الوزارة وبتدعيم أدوات عملها. وهذه الآلية هي موجهة الى طالبي الشغل من حاملي شهائد التعليم العالي والذين مضى على تخرجهم أكثر من 6 أشهر. كما تشمل حاملي مؤهل التقني السامي المنظم ممن لم يشتغلوا أكثر من سنة. وتهدف الآلية الى الرفع من مستوى تشغيلية طالبي الشغل ومساعدتهم على البحث الجاد عن فرض ادماج في مؤسسات القطاع الخاص أو البحث عن تربصات أو تكوين تكميلي يساعد على توفير فرص العمل وهي توفر امتيازا ماليا بقيمة 200 دينار شهريا ولمدة لا تتجاوز السنة مع التمتع بالتغطية الاجتماعية. كما يهدف برنامج «البحث النشيط عن شغل» الى انتداب 14 ألفا في القطاع العمومي وتسهر الوزارة الأولى على انجاحه. هل هناك امكانية لانتفاع العاطلين الذين استفادوا سابقا من برامج مماثلة بهذه الآلية؟ بالطبع ونؤكد هنا على أن طالبي الشغل الذين استفادوا سابقا من برامج وآليات المساعدة على الادماج يمكنهم الانتفاع بهذه المنحة إذا لم يشتغلوا بصفة مسترسلة لمدة عام. كما نشير الى أن الاجراءات المتبعة هنا تتسم بالمرونة حيث تقتصر شروط الانتفاع بها على تقديم نسخة من بطاقة التعريف ونسخة من الشهادة العلمية وهوية بنكية أو بريدية. هناك العديد من المؤسسات التي تستغل الآليات المجعولة لتيسير ادماج العاطلين عن العمل في تحقيق أقصى ما يمكن من الأرباح على حساب أصحاب الشهائد وذلك بطردهم قبل انتهاء العقد لاستغلال غيرهم. فما الذي ستقومون به في هذا الصدد؟ هنا نؤكد أنه سوف يتم مراجعة مختلف الآليات لمزيد تصويبها والحدّ من ظاهرة الابتزاز في بعض المؤسسات بما يحقق نسبا أرفع للاندماج إثر التربص واعتبارا لأهمية الآلية الجديدة ولتأمين أوفر قدر من الاحاطة بطالبي الشغل يتابع السيد الوزير يوميا سير هذه الآلية وقد لاحظنا في هذا الشأن اقبالا كبيرا من طرف الشبان على هذه الآلية وإلى غاية يوم 3 مارس مساء تسلمنا 2795 مطلبا عاما وأن من بينهم 1735 فتاة كما أن الملفات المودعة والتي هي بصدد التخزين في المنظومة المعلوماتية أرفع من العدد المذكور بكثير وكل ما نطالب به الشباب هو القليل من الهدوء وعدم التشنج لتسهيل عمل مكاتب التشغيل. أعرب عدد من المعطلين عن عدم ارتياحهم لبرنامج «أمل» حيث أنه يتطلب منهم العمل صباحا والبحث عن عمل في النصف الثاني من النهار، فهل يمكن أن يعمل المتمتعون بهذه المنظومة يوما بيوم أو أسبوع بأسبوعا للحصول على وقت أكبر للبحث عن عمل؟ بالنسبة الى برنامج الخدمة التطوعية يستهدف حملة الشهائد العليا وتنفذه الوكالة بالتنسيق مع الجمعيات ويوفر هذا البرنامج منحة شهرية ب150 دينارا. ويعمل المتطوع في احدى الجمعيات لنصف الوقت ليتمكن من البحث عن عمل مستدام في باقي اليوم والحفاظ على علاقات التعامل مع سوق الشغل. نحن نحاول مراجعة مختلف البرامج لتستجيب لكل التطلعات والانتظارات الشبابية كما نؤكد مجدّدا على أن هذه البرامج لا تشغل وإنما تساعد على ايجاد فرص للتشغيل.