المرأة العاملة موجودة كقاعدة على مستوى النقابات الأساسية، لكنها تغيب على مستوى سلطات القرار... لم تكن المرأة بمعزل عن النضال السياسي الحزبي والجمعياتي والنقابي... ساهمت في الاضرابات والاعتصامات من أجل الشغل القار والحماية الاجتماعية وكان دورها بارزا خاصة في النقابات الأساسية سواء كان ذلك في القطاع الخاص أو الوظيفة العمومية والقطاع العام... تلك هي أهم التصريحات التي أدلت بها السيدة نجوى مخلوف منسقة المكتب الوطني للمرأة العاملة في حوار جمعها ب«الشروق»: ماهي حكاية المرأة في الاتحاد العام التونسي للشغل ولماذا تغيب عن سلطة القرار؟ تحظى المرأة بنسبة 45٪ من نسبة الانخراط في الاتحاد العام التونسي للشغل وهي موجودة كمسؤولة قاعدية على مستوى النقابات الأساسية، لكنها تغيب على مستوى سلطة القرار لأن المنظمات النقابية ومنذ بداية تاريخها هي منظمات رجالية تحول دون تواجد المرأة على مستوى سلطات القرار. والمرأة العاملة اليوم تعمل على تعزيز تمثيليتها داخل الهياكل النقابية وخاصة العليا منها وإقرار مبدأ «الكوتا» وتطمح كذلك الى دور لها في الأحزاب السياسية والمنظمات بصفتها شريكة في النضال وفي كل أطوار الثورة ولا بدّ من إعادة الهيكلة النقابية قبل انعقاد المؤتمر القادم للمكتب التنفيذي. هل تتوقعين دخول المرأة في المؤتمر القادم للمكتب التنفيذي الوطني؟ المرأة ستترشح، لكن حضورها سيكون رهين وجود «كوتا» ولدينا الشجاعة والكفاءة لتحمل هذه المسؤولية. ماهو موقف لجنة المرأة العاملة من التعدّدية النقابية؟ التعدّدية النقابية يقرّها القانون التونسي والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية ولا نرى مانع في ذلك شرط أن تكون هذه المنظمات ممثلة للعمال. كيف تقيمين أوضاع المرأة العاملة في تونس بعد الثورة؟ وضعية المرأة العامة قبل الثورة لا يختلف عمّا بعدها، خاصة بعد غلق بعض المؤسسات وحرق الأخرى أو نهبها والذي زاد في أزمة البطالة التي ميزت صفوف الإناث بشكل خاص رغم أن العديد منهن قبلن العمل في مناصب هشة وغير ثابتة وغير آمنة وبأجور أقل مما ينبغي (المناولة والعقود غير المحدّدة...) رغم ما برهنت عليه من كفاءة عالية وقدرة على العطاء والتفوق سواء في عالم الشغل أو التعليم بمستوياته المختلفة لتظل حظوظها في الانتداب والترقيات أقل من الرجل. ماهي انتظارات المرأة العاملة من الثورة؟ تصبو المرأة العاملة الى الحفاظ على مكتسبات مجلة الأحوال الشخصية وتدعيمها من خلال تضمين مبادئها في دستور البلاد المرتقب كما تطمح الى ضمان حقها في الشغل القار والعمل اللائق (ساعاته وظروف العمل والصحة والسلامة المهنية والتغطية الاجتماعية). كما نعمل على تعزيز تمثيليتها داخل الهياكل النقابية. موقفك كنقابية من تعرض المرأة العاملة للاعتداء داخل مقر العمل؟ أدين بشدّة ما تتعرض له المرأة من عنف واضطهاد داخل مقرّ عملها خاصة أنها تعجز أحيانا عن التصريح بتلك الاعتداءات خوفا من فقدانها لعملها بدرجة أولى (الطرد) أو لتفادي المشاكل التي يمكن أن تنجرّ عن الافشاء بما تتعرض إليه. موقف المرأة النقابية من تسييس العمل النقابي؟ نحن وفي اطار العمل النقابي نحترم الحرّيات بما في ذلك حرية الانتماء الى الأحزاب والعمل النقابي لا يمنع ولا ينفي العمل السياسي. موقفك من الوضع الراهن للبلاد التونسية؟ الانفلات الأمني أمر واقع وما أشعر به هو الاستخفاف والتجاهل من قبل الحكومة الانتقالية لما تشهده البلاد... فالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مرتبطة بالوضع الأمني.