ظلّت جماهير النادي الافريقي تحلم في كل مرة بالتأهل إلى دوري المجموعات في مسابقة رابطة الأبطال الافريقية، لكن سرعان ما تجهض أحلامها الكبيرة قبل أن ترى النور ولا تملك الآن سوى الانتظار حتى تأتي فرصة جديدة بعد أن أهدر الفريق ورقة العبور السبت الماضي أمام الهلال السوداني. «حاولنا أن نبحث في الأسباب الموضوعية لهذه الخيبة الجديدة للافريقي في رابطة الأبطال الافريقية فخرجنا بالنقاط التالية: اليعقوبي أخطأ وقع الاجتماع على أن مدرب النادي الافريقي قيس اليعقوبي أخطأ الاختيار والتغيير قياسا بالعناصر التي كانت متاحة أمامه وهو ما يؤكده المدرب سمير السليمي في النقاط التالية: 1 غياب الانسجام بين «ايزيكال» والسلطاني ذلك أن المهاجم التشادي يجيد انهاء الهجمات لذلك فإنه يفقد نجاعته عندما يتمركز على مستوى الرواق وبعيدا عن مكانه الطبيعي كما حدث في مقابلة الهلال. 2 الحالة البسيكولوجية للاعب كريم العواضي كانت تستدعي من المدرب عدم الزج به في هذه المقابلة. 3 كان لا بدّ على اليعقوبي أن يختار المويهبي أو المشرقي ليشغل أحدهما خطّة المهاجم الصريح. 4 كان من المنتظر أن يعتمد الافريقي على لاعب ارتكاز وحيد على أن تكون الخطة التكتيكية المعتمدة (4 1 3 2). 5 لم نستوعب تغيير المدافع عبد القادر خشاش باللاعب وجدي المشرقي حيث افتقد دفاع الفريق بعد هذا التغيير الى عنصر التغطية ولاحظنا كذلك عدم قدرة الدفاع على التدرج السليم بالكرة انطلاقا من المناطق الورائية للافريقي وهو ما لم تعهده عندما أشرف على تدريبه «براتشي» أو كذلك مراد محجوب. أسباب أخرى يدرك لاعبو الافريقي أن التوتر والانفعال والاعتراض على قرارات الحكم لم يعد سوى بالوبال على الفريق سواء أمام «اينمبا» أو كذلك شبيبة القبائل وفشل اللاعبون مرة أخرى أمام الهلال في اختبار الأعصاب والذي كان حسب اعتقادنا أهم الاختبارات. الافريقي لم يستفد من التجربة القارية لجلّ لاعبيه (وسام يحيى المويهبي النفزي السويسي العيفة مرياح المليتي العواضي ايزيكال ألكسيس)، ولا ننسى أن عدّة لاعبين ينتمون الى المنتخبات الوطنية على غرار ايزيكال (التشاد) وألكسيس (الكامرون). التراجع الرهيب لخطي الوسط والدفاع بالمقارنة مع ما كانا عليه خلال موسم تتويج النادي ببطولة تونس (2007 2008) فخط الوسط الذي كان يضم آنذاك (الورتاني والعواضي ويحيى والسلام وألكسيس وحمام...) كان يقوم بدور مزدوج هجوما ودفاعا بدليل أن وسام يحيى تمكن خلال ذلك الموسم من تسجيل 10 أهداف بمفرده (هدّاف البطولة) قبل أن يتراجع مردود هذا الخط كما هو الشأن بالنسبة للخط الورائي للفريق الذي ظهر عليه الوهن والتهاون حتى أنه تلقى رباعية كاملة في مقابلة الافريقي أمام قوافل قفصة وبقي الفريق يبحث الى حدّ اللحظة عن التركيبة المثالية لخط الدفاع بالرغم من تعدد الأسماء (مرياح والسويسي والعيفة والزعيري وخشاش والعكرمي والعقربي والحدّادي). افتقاد المدرب قيس اليعقوبي الى خبرة المقابلات القارية بدليل أنه أبعد حلمي حمام عن المجموعة قبل أن يعدل عن قراره ويلحقه بالفريق ساعات قليلة قبل مقابلة الهلال بل وأقحمه ضمن التشكيلة الأساسية أثناء المقابلة. كما أنه لم يحسن على ما يبدو عملية الاعداد البسيكولوجي للاعبين قبل المقابلة وعمل على التهويل عندما أصرّ على أن الهلال يفوق الزمالك قوة. وجود تململ واضح في صفوف عدّة لاعبين إذ لاحظنا حالة من الاحباط لدى سامي النفزي والعيفة وحمام.. وهو ما ألقى بظلاله بكل تأكيد على المردود العام للنادي خلال مقابلاته. هل هو اشكال النجم الواحد؟ يتمتع جناح الافريقي زهير الذوادي بقدرات هجومية كبيرة لما يتمتع به من سرعة فائقة وقدرة على صناعة الأهداف خاصة في المواقف الصعبة، لذلك من الطبيعي أن يكون غيابه مؤثرا ولكن المدرب قيس اليعقوبي كان أمامه متسعا من الوقت لايجاد البديل وقد جاء التأكيد في مقابلة الافريقي أمام حمام سوسة عندما فاز أبناء اليعقوبي برباعية كاملة بالرغم من غياب الذوادي ثم أن العديد من التجارب في كرة القدم أثبتت أنه لا وجود للنجم الأوحد لذلك نظن أن اليعقوبي يتحمل قسطا كبيرا في عدم قدرته على تعويض الذوادي بما أن المدرب عادة ما يفكر في كل السيناريوهات والاحتمالات وفي مقدمتها الاصابات والعقوبات. اليونسي مصدوم «أعتقد أن انسحابنا من رابطة الأبطال الافريقية شكل خيبة كبيرة لجماهيرنا فقد عملنا على توفير جميع ممهدات النجاح منحنا اللاعبين مستحقاتهم المالية وحتى ظروف الاقامة خلال التربصات التي تسبق المقابلات أصبحت متميزة بالمقارنة مع الفترة الماضية. كما أن فريقنا من الناحية الفنية أقوى من الهلال السوداني وهو ما جعلني لا أجد تفسيرا واضحا لهذا الانسحاب... ولكن لا ننسى أن حكم المقابلة كان قاسيا معنا في بعض الأحيان فقد تعمد لاعبو الهلال إضاعة الوقت وربما كان بامكاننا أن نسجل ونعود في نتيجة المقابلة لولا أنها لم تتوقف بسبب اجتياح الجماهير للميدان». حمام يعترف بقوة الهلال «أعتقد أننا واجهنا فريقا قويا تعوّد على المشاركة في هذه المسابقة وبحوزته العديد من اللاعبين المهاريين وقد باغتنا الفريق المنافس بتسجيله للهدف الأول وهو ما لم نكن نتوقعه وهو ما عقد مهمتنا وأعتقد أنه من حق جماهيرنا أن تعبر عن غضبها تجاهنا ولكنه من المؤسف جدّا أن نشاهد مثل ذلك الاجتياح الذي أعتقد أنه قد يؤثر على صورة تونس... ومع ذلك أظن أن فريقنا بحوزته مجموعة متماسكة لذلك سيكون بامكاننا تجاوز هذه الخيبة والتفكير في مواصلة مشوار البطولة بثبات والأمر نفسه بالنسبة لمسابقة «الكاف» (إن لم يحرم الفريق من المشاركة فيها)».