تونس (الشروق) تغطية: عبد الرّؤوف بالي اعتبر المفكر اللبناني كريم مروة أن الشعب التونسي بمختلف أطيافه قاد الأمة العربية نحو أبواب التاريخ، بعد أن يئس السياسيون العرب من ذلك بحكم الأنظمة الاستبدادية التي كانت تحكمهم وأن الشعارات التي رفعها الشباب التونسي وعلى رأسها «الشعب يريد اسقاط النظام» و«ارحل ارحل» سرت في وجدان الشعوب العربية فأشعلت ثورات طالما انتظرها هو شخصيا، وجاء ذلك خلال حفل تكريم أعدته له حركة الوطنيين الديمقراطيين أمس بمقرها المركزي في العاصمة. وقال مروة ان زيارته الى تونس جاءت لتكون تحية منه ل«شباب وعمال وموظفي تونس والدور الريادي الذي فتحوا به الباب أمام أشقائنا من شعوب الدول العربية حتى وإن كان الأمر ما يزال مكلفا في بعض الدول العربية (ليبيا، سوريا واليمن..) أكثر مما دفعه الشعب التونسي. وتابع «المهم أن إسقاط النظام في تونس جاء تحت شعارين انتشرا ورفعا في كل الدورات العربية وهما (الشعب يريد اسقاط النظام) و(ارحل... ارحل) حتى أنه في احدى المدارس في منطقة بالجنوب اللبناني أحد الأساتذة ضرب طالبا، فتجمع الطلبة في الساحة وقالوا (الطلاب يريدون اسقاط المدير) وهذا يبرز مدى التأثر بهذين الشعارين». واعتبر المفكر اللبناني أن المستقبل العربي هو واقع جديد و«هذه الثورات تشكل في عالمنا المعاصر حديث العصر بالطريقة التي تمّ بها استنفار الجماهير للنزول الى الشارع لكن ذلك لم يكن ليحدث لو لم تكن القوى مهيئة لذلك». وأوضح مروة أن «أهمية الثورة التونسية تكمن في التلاقي بين الظروف الموضوعية مع إرادة الحياة مثلما قال شاعركم وشاعرنا العظيم أبو القاسم الشابي «إذا الشعب يوما أراد الحياة» وإرادة الحياة كانت في أعماق الشعب التونسي». كما أشار الى أن أهم ما في الثورة التونسية هو أنها استطاعت أن تجعل «ما سميته مستحيلا ولا يتحقق مثل اسقاط مبارك وأبنائه وبن علي كان بالفعل أمرا مستحيلا في نظري.. حتى أن الثورة التونسية جعلت الأمر ليست ممكنا فقط وإنما بشروط استثنائية منها الزمن القصير والكلفة القليلة لذلك فالبلدان العربية بدأت تدخل التاريخ من أوسع أبوابه لكي تصبح جزءا من العالم المعاصر؟ وقال مروة ان هناك كاتبا كتب كتابا بعنوان «خروج العرب من التاريخ» و«أنا أقول له اليوم انتهى وقت الخروج من التاريخ والعرب عادوا من الباب الواسع». وأكد المفكر اللبناني أن المرحلة المقبلة هي مرحلة البحث عن مستقبل وأن النظام القديم سواء في تونس أو في مصر هو جزء من الماضي وانه «حتى محاولات الثورة المضادة لن تستطيع إعادة النظام القديم». ولدى تقديمه للأستاذ كريم مروة قال سنان العزابي عضو الهيئة التأسيسية لحركة الوطنيين الديمقراطيين أنه لدى سماع خبر تواجد المفكر اللبناني في تونس حصلت في الحركة حالة استنفار وتوجه بالشكر الى منتدى «الجاحظ» الذي استضاف مروة في تونس والذي يعتبر أحد أهم رموز الفكر التقدمي في العالم العربي.