على مقربة من الطريق الرئيسية في اتجاه مدنين وبالتحديد في أحد أحياء بلدة «كتّانة» من معتمدية مارث وفي يوم الأحد الفارط وعلى الساعة الثالثة بعد الزوال نشب خلاف بين عمّ وابن أخيه المتقاربين في السن (أواخر العقد الخامس) ومع تصاعد حدّة الغضب بين الطرفين وصل بهما الأمر الى حدّ التشابك بالأيدي وفي لحظة قصوى من التوتر أمسك ابن الأخ برقبة عمه بكلتا يديه ضاغطا بشدة الى أن جحظت عيناه وخارت قواه وسقط أرضا أمام ذهول جميع من التحقوا بالمكان من أقارب وأجوار وعلى الفور نقلوه الى المستشفى الجهوي بقابس أين لفظ أنفاسه الأخيرة فتم عرضه على الطبيب الشرعي الذي أكد وفاته اثر خنق بمكان حسّاس بالرقبة وأوقفت الفرقة الأمنية الجاني وفتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث والذي يعود حسب شهود عيان الى خلاف قديم تجدّد يوم الحادثة مفاده أن الطرفين متجاوران في السكنى أراد احدهما القيام بأشغال تسقيف لبيته اعتمادا على الجدار الفاصل بينهما فلقي اعتراضا من الطرف الآخر مدّعيا ملكيته للحائط ومطالبا خصمه تقييم ثمن بنائه ودفع منابه ليصبح مشتركا فأبدى رفضه اقتراح الصلح فحصل ما ذكرناه. وقد ندم ابن الأخ على ما اقترفت يداه ولم يكن يتصور أن تصل به درجة الغضب وفقدان الأعصاب الى وفاة عمه بين يديه والمكوث وراء القضبان في انتظار المحاكمة.