مثلت جهة بوسالم مركز ثقل للنشاط الفلاحي بجهة جندوبة ولكن بمرور الزمن تراجع استغلال هذه المنطقة السقوية ممّا أدّى الى تقلص بعض الزراعات كالخضر والغلال لتحتلّ مكانها الزراعات الكبرى. ويرى الفلاحون أنّ سبب ذلك يعود أوّلا الى ضعف الأراضي من فرط الاستغلال ممّا قلّص من مردودّيتها وجعل الانتاج يتراجع من موسم الى آخر ممّا أجبر الفلاح على التوجّه نحو الزراعات الكبرى التي يبقى حيّز الربح فيها مضمونا إذا توفرت الظروف المناخية المناسبة. أما السبب الثاني فهو ما آل إليه وضع الفلاح من مديونية وعجز عن مجابهة المصاريف الفلاحية الطائلة من بذور ومشاتل وأسمدة ويد عاملة وهي في مجملها تثقل كاهل الفلاح اضافة الى مسألة العرض والطلب بالأسواق. مصدر من المندوبية الجهوية للفلاحة والموارد المائية بجندوبة أكد ل«الشروق» أنّ الافراط في استعمال الأراضي بجهة بوسالم والتخلي عن نظام التداول الزراعي أفقد الأراضي خصوبتها وأنّ الحلّ يكمن في ترشيد استغلال هذه الأراضي السقوية وتزويدها بالأسمدة الحيوانية والكيميائية بالشكل الكافي لتستعيد عافيتها وهو توجه يرنو الجميع الى تحقيقه من خلال عمليات الارشاد والتوجيه الفلاحي.