تعتبر جهة بوسالم من أهم المناطق السقوية بولاية جندوبة وما إسهامها الواضح في الإنتاج الجهوي والوطني من ناحية الخضروات والغلال إلا دليل على ذلك ولكن ذلك لم يمنع من ظهور صعوبات وعراقيل أثرت بشكل أو بآخر على القطاع. تعاني الأراضي السقوية بجهة بوسالم من ظاهرة ترسب المياه والتي تظهر جليا خلال فصل الشتاء وتستمر لأشهر نتيجة رسوب كميات كبيرة من مياه الأمطار وحتى مياه الري ولا تقدر الأراضي على ابتلاعها بسهولة مما يؤثر على المساحات المزروعة التي تعلوها الصفرة بادئ الأمر ثم سرعان ما تفقد حياتها وتموت فيخسر الفلاح جزءا من صابته. هذا الواقع فرض أيضا في عديد المواسم تدخلات من خلال التفريغ وتخليص الأراضي من تراكمات المياه باستعمال المضخات والمحركات وفي عملية تكلف مصاريف طائلة لا تحصى ولا تعد ومضيعة كبيرة للوقت والنتيجة تقريبا واحدة وهي تضرر الأراضي وفي ذلك خسارة في جميع الأحوال إضافة لكون العملية أيضا تتطلب الطاقات البشرية الكبيرة والوسائل والتجهيزات الحديثة والمتطورة. كثرة الاستغلال إلى جانب مشكل ترسب المياه في مساحات سقوية هامة ببوسالم أضرت بنسبة هامة في مردودية الأراضي السقوية فإن مسألة كثرة استغلال هذه الأراضي أثرت أيضا على القطاع وعجلت بتراجع مردوديتها وجودة إنتاجها مما جعل الّإنتاج في أغلب الأحيان دون المأمول وجعل الفلاح ينفق عليها أكثر مما يحققه من دخل فيختل التوازن ويدخل في متاهات ليس لها حدود تجعله في أفضل الأحوال يهجر الميدان بلا رجعة ويفوت في أراضيه على وجه الكراء لأشخاص آخرين . الفلاح يغرق في الديون كما اثرت المديونية التي يعيشها أغلب الفلاحين على تراجع استغلال الأراضي السقوية والاكتفاء بالزراعات البعلية للحبوب على اعتبار أنها أقل تكاليف مادية ونسبة الربح فيها مضمونة. وواقع المديونية هذا خلق نفورا من الزراعات السقوية فتراجع بذلك إنتاج العديد منها خاصة البطاطا والجلبان والخضروات . وبالبحث عن الحلول الممكنة لاعادة الحياة للأراضي السقوية بالجهة أكدت مصادر خبيرة في الميدان بأن الحلول تكمن أولا في إعادة تأهيل الأراضي المهددة بالترسبات المائية وتجهيزها بأجهزة تصفية باطنية وإعادة تأهيل التربة كذلك لتصبح نسبة الرمل بها أعلى من نسبة الطين. أما فيما يتعلق بمشكل كثرة الاستغلال فإن الحلول تكمن أولا في اعتماد التداول الزراعي من موسم إلى آخر وثانيا التكثيف من استعمال الأسمدة وخاصة الطبيعية والتي يمكن في صورة التكثيف منها أن تستعيد الأراضي عافيتها. تبقى إمكانية إنقاذ المساحات السقوية وإعادة النشاط لها على النحو الأفضل ممكنا إذا تضافرت الجهود كل من موقعه ووجد الفلاح التشجيع والتكوين والإرشاد الكافيين ليقبل على النشاط بأكثر تفاؤل وأريحية ولعل البداية تكون بإعادة جدولة ديونه ولما لا إعفاءه أو التخفيض منها وبذلك نكون قد أزحنا عنه عبءا كبله لسنوات طوال وسبب تراجعا في طرق استغلال الأراضي بما انعكس سلبا على الإنتاج كما وكيفا وخلق صيحات فزع واستغاثة لتخليص الأراضي من الوضع المتردي الذي ذهب ضحيته الفلاح والفلاحة .