بعد أعمال الشغب والحرق التي شهدتها المنطقة السياحية بالكرنيش بعيد تشييع جنازة تلميذ السنة الثالثة ثانوي الذي هلك على اثر تسديد مجموعة من الشبان له عددا من الطعنات القاتلة في محيط المدينة وذلك خلال الليلة الفاصلة بين يومي الاثنين والثلاثاء المنقضي، تجددت صباح يوم أمس الاربعاء التحركات الاحتجاجية من قبل مئات التلاميذ في مراحل من التعليم الثانوي والأساسي وسط مدينة بنزرت، حيث شدد المعتصمون الذين وقفوا لساعات بأنحاء متفرقة من الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة على مطلب مزيد تأمين المدينة من مخاطر الجريمة مع التنديد بالتدخل المتأخر لأعوان الأمن في مثل هذه الوضعيات على حد وصفهم. كما دعوا بالمناسبة الى تكثيف الدوريات الأمنية بالمدينة طوال ساعات اليوم للتصدي في الإبان لمثل هذه التجاوزات والحوادث. هذه التحركات التي كادت ان تتسم مرة أخرى بالخطر لشباب لم يناهز سنهم العشرين عاما قابلتها محاولات تهدئة لعدد هام من ممثلي المجتمع المدني وناشطين حقوقيين على غرار السيد فوزي الصدقاوي عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وكذلك السيد محمد الصفاقسي حيث ذهبت التدخلات الى محاولة امتصاص امتعاض التلاميذ من أداء الطرف الامني حيث كانت الدعوة ملحة الى مساندة تدخل أعوان الأمن عبر تشكيل لجان حماية عديد الفضاءات بدءا بالأحياء وحتى المنشآت التربوية. وقد سجلت هذه الوقفة الاحتجاجية حضورا مكثفا لأفراد من قوات الجيش الوطني وعددا من أعوان الشرطة ولاسيما في صنف المرور منهم لتنظيم حركة العبور التي شهدت اضطرابا جراء تجمع المئات من المحتجين. وكذلك لتفريقهم والحيلولة دون عمليات أخرى للحرق بعد تخوفات لأصحاب المحلات الواقعة على ضفاف هذا الشارع. وقد أدى تدخل ممثلين عن المجتمع المدني وحقوقيين الى تأطير هذه الوقفة دون حدوث عمليات شغب او حرق والتي أتت على مطعم وحانة بمنطقة الكرنيش وايقاف خمسة من المشتبه فيهم على اثر الحوادث المسجلة عشية يوم الثلاثاء الماضي...