دعا الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان الفلسطينيين والإسرائيليين الى أن يحتذوا ب «ميدان التحرير»، مشيرا إلى أنهم المعسكران الوحيدان في المنطقة اللذان لم يتأثرا قيد أنملة بالربيع العربي رغم أن جميع العوامل التي أدت إلى اندلاع الثورات في مصر وتونس متوفرة لديهما. وكتب فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز» «يجب على الفلسطينيين النزول إلى الشوارع كل جمعة ليحتفلوا بيوم يطلقون عليه يوم السلام». واضاف «يجب أن يسير آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية دون اللجوء إلى العنف إلى القدس، لا يحملون سوى شيئين غصن الزيتون ولافتة يكتب فوقها بالعربي والعبري «دولتين لشعبين، نحن الشعب الفلسطيني نعرض على الشعب اليهودي حل الدولتين القائم على حدود 67، مع تعديلات متفق عليها حيث يتحكم العرب في أحيائهم واليهود في أحيائهم». واستنكر الكاتب في مقاله المعنون «دروس مستفادة من ميدان التحرير» ،قائلا «كيف يذهب رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلى، بنيامين نيتنياهو إلى الولاياتالمتحدة ليلقي خطابا رنانا في الكونغرس، بينما يذهب الفلسطينيون إلى الأممالمتحدة، بدلا من الذهاب إلى بعضهما البعض». وقال إن كلا من الجانبين يمكنهما حقا التعلم من ميدان التحرير، «وللفلسطينيين أقول، انتم تعتقدون أن الإسرائيليين يخنقون عليكم لأنهم وضعوكم في صندوق، وإذا لجأتم الى العنف، سينظرون إليكم كإرهابيين، وإن لم تلجؤوا الى العنف، فإن الإسرائيليين سيسكتون عن السلام ويهدئون ويبنون المزيد من المستوطنات، وأكبر عائق أمامكم يكمن في كيفية تحريك إسرائيل بصورة لا تنفجر في وجوهكم أو تستدعي الاستسلام الكامل». ومضى يقول «ينبغي أن تبدأوا بقانون السلام الإسرائيلي العربي الحديدي؛ الذي يقول إن أي طرف تؤيده الأغلبية الإسرائيلية الصامتة يفوز، فأنور السادات، الرئيس المصري الأسبق، تمكن من حشد الأغلبية الإسرائيلية إلى جانبه عندما ذهب إلى إسرائيل، وحصل على كل ما يريده. وفعل ياسر عرفات، لبعض الوقت، نفس الشيء بالنسبة الى اتفاقيات أوسلو للسلام. وذهاب الفلسطينيين إلى مجلس الأمن للتوصل إلى قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، لن يسفر سوى عن وقوف الإسرائيليين وراء نتنياهو، ليمنحونه بذلك عذرا جديدا حتى لا يتفاوض. وقال فريدمان إن اقتراحه ربما يبدو «جنونيا» وإن قرأه نتنياهو أغلب الظن سيقرأه ضاحكا لظنه أن الفلسطينيين لن يفعلوا ذلك أبدا، فحماس لن تتخلى عن العنف، ولكن هذا تحديدا ما قاله حسني مبارك الرئيس السابق، بشأن الشعب المصري «هم غير قادرين على أن يكونوا أي شيء آخر غير ما هم عليه الآن، منصاعون ومستعدون لأكل أي شيء أطعمهم إياه»، ولكن المصريين فاجؤوه. «فماذا عنكم أيها الفلسطينيون، خاصة حماس؟ هل تملكون أي مفاجأة بداخلكم؟».