رفض الجانب الفلسطيني جملة وتفصيلا اشتراط رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل "دولة يهودية" قبل الحديث عن حل الدولتين، وذلك أثناء لقائه المبعوث الأميركي جورج ميتشل.ووصف رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات شرط الاعتراف بيهودية دولة "إسرائيل" بأنه هلوسة يطرحها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" ذريعة لعدم القبول بمبدأ الدولتين.
وحمل عريقات في تصريح للجزيرة الجانب الأميركي مسؤولية دفع المنطقة إلى ما دعاه أتون العنف والفوضى إذا أخفق في إلزام "إسرائيل" برؤية الدولتين والاتفاقات السابقة مع الفلسطينيين.
من جانبه قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة قد بدأت بوضع العراقيل أمام حل الدولتين، واعتبر ذلك تحديا للجهود الدولية خاصة الأميركية، ما يتطلب من المجتمع الدولي مراجعة حقيقية للسياسة "الإسرائيلية" خوفا من انعكاساتها المدمرة على المنطقة بأسرها.
شرط نتنياهو واشترط نتنياهو اعتراف الفلسطينيين ب"إسرائيل" "دولة يهودية" من أجل الدخول في محادثات بشأن قيام دولة فلسطينية.
ونقلت رويترز عن مسؤول كبير في مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الجديد قال للمبعوث الأميركي إن "إسرائيل" "تتوقع أن يعترف الفلسطينيون أولا بإسرائيل دولة يهودية قبل التحدث عن دولتين لشعبين".
جاء ذلك بينما شدد ميتشل على حل الدولتين, في أول زيارة إلى "إسرائيل" منذ تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نتنياهو.
وعقب اجتماعه بوزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان, قال ميتشل إن "واشنطن تريد أن ترى قيام دولة فلسطينية".
وبينما كان ليبرمان يقف إلى جانبه, قال ميتشل للصحفيين "أكدت لوزير الخارجية أن السياسة الأميركية تفضل حل الدولتين الذي يشمل إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب في سلام مع دولة إسرائيل اليهودية".
كما قال ميتشل إن ليبرمان أبلغه رغبة "إسرائيل" في تحسين الظروف الاقتصادية في الضفة الغربية. رفض ليبرمان في المقابل رفض ليبرمان استئناف المفاوضات المتعلقة بإقامة الدولة مع الفلسطينيين طبقا لمقررات مؤتمر أنابوليس عام 2007. ووصف لقاءه مع ميتشل بأنه كان "فرصة عظيمة لتبادل بعض الأفكار", مشيرا إلى "تعاون وثيق وحقيقي".
واعتبر ليبرمان أن عملية السلام وصلت لما سماها "طريقا مسدودا", قائلا إن على الحكومة الإسرائيلية صياغة أفكار ومفاهيم جديدة. وأضاف أن "المفاهيم التقليدية لم تصل إلى أي نتيجة أو حل".
كما أكد ميتشل مرة أخرى على حل الدولتين في لقاء مع زعيمة المعارضة "الإسرائيلية" رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني. وقال "من مصلحتنا الوطنية أن يتحقق سلام قابل للتنفيذ في الشرق الأوسط، وأن يتم التوصّل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على شكل دولتين للشعبين، دولة فلسطينية إلى جانب دولة يهودية، وسنعمل لتحقيق ذلك بحزم في الأشهر القريبة".
من ناحيتها رأت ليفني أن المصلحة الأساسية ل"إسرائيل" تتطلب عملية سياسية، وقالت إن الجمود لا يخدم مصلحة "إسرائيل".
وكان المبعوث الأميركي قد أكد عقب لقائه الرئيس "الإسرائيلي" شمعون بيريز على التزام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأمن "إسرائيل".
ويرفض نتنياهو الالتزام بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة, وقال إنه يريد أن تركز أي مفاوضات سلام مستقبلية على المسائل الاقتصادية والأمنية بدلا من قضايا الحدود والدولة ومستقبل القدس واللاجئين.
من جهته شدد ليبرمان في خطاب توليه منصبه على أن "إسرائيل" لن تقبل إلا بخريطة الطريق، وهي الخطة التي تحظى برعاية دولية وتدعو أيضا في نهاية المطاف إلى حل الدولتين ولكنها واجهت مصاعب بعد فترة قصيرة من انطلاقها عام 2003.
من جهة ثانية ينتظر أن يلتقي ميتشل اليوم الجمعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.