يتجه الوضع في اليمن الى حرب أهلية دموية مع تجمع الآلاف من أبناء القبائل المسلحة على مشارف العاصمة اليمنية في محاولة لدخول صنعاء لنصرة شيخ مشايخ قبائل حاشد صادق الأحمر الذي دخل أنصاره في اشتباكات مسلحة مع القوات اليمنية ورجال قبائل موالية لنظام علي عبد الله صالح. وأفادت أنباء أمس بأن سلاح الجوّ قصف عدة مناطق في صنعاء كما استخدم الحرس الجمهوري المدفعية والأسلحة الثقيلة لضرب معاقل قبائل حاشد ومنع أنصارها من القبائل المسلحة من دخول صنعاء. وعلى خلفية هذه التطوّرات تكون الساحة اليمنية قد انفتحت على حرب أهلية فعلية فيما أغلقت أبواب الحل السياسي بالرغم من إعلان مصادر حكومية يمنية أمس استعداد الرئيس علي عبد الله صالح مجددا التوقيع على المبادرة الخليجية القاضية بانتقال سلمي للحكم. وكان علي عبد الله صالح تراجع في أكثر من مناسبة وفي اللحظة الأخيرة عن توقيع المبادرة الخليجية مما خلق مناخا من عدم الثقة بين أطراف النزاع. الزحف على صنعاء وأكدت مصادر قبلية أمس أن الآلاف من رجال القبائل المسلحة هبّت الى نصرة شيخ مشايخ قبائل حاشد، وأنهم (المسلحون) تجمعوا على مشارف مدخل العاصمة صنعاء من الجهة الشمالية. وحسب المصدر ذاته، دخل رجال القبائل في مواجهات مسلحة مع قوات الحرس الجمهوري عند نقطة عسكرية تبعد حوالي 15 كيلومترا عن صنعاء. وذكرت مصادر اخبارية متطابقة ان القوات الموالية للرئيس اليمني قصفت بالطائرات والمدفعية الثقيلة عدة مناطق في العاصمة صنعاء من بينها معاقل أنصار الشيخ صادق الأحمر. وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الحرس الجمهوري استخدمت المدفعية الثقيلة في نقطة «الأزرقين» بمدخل العاصمة ودخلت في مواجهات عنيفة مع آلاف من العناصر القبلية المسلحة التي جاءت لنصرة قبائل حاشد. وقامت القوات الحكومية أيضا بقصف منطقتي «الحصبة» و«خمر» بعشرات الصواريخ في محاولة للقضاء على ما أسمته ب «التمرد المسلح» الذي يقوده الشيخ صادق الأحمر. وقال مصدر حكومي ان الاشتباكات مع الأحمر وأنصاره لا علاقة لها بالأزمة السياسية وبالاحتياجات المستمرة في شوارع المدن اليمنية. وأضاف ان «عناصر مسلحة خارجة على القانون قامت باستخدام العنف وإشاعة الفوضى والاستيلاء بالقوة على وزارات ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص بمنطقة الحصبة. ساحة حرب وتحوّلت العاصمة اليمنية ومحيطها الليلة قبل الماضية وأمس الى ساحة حرب حقيقية وفق رواية شهود عيان كما تم تعليق الرحلات الجوية في مطار صنعاء بسبب تردي الوضع الأمني. فيما استمرت الاشتباكات المسلحة في مدينة تعز (جنوبا) بين القوات الحكومية التي أغلقت مداخل المدينة والمسلحين وفي المدينة ذاتها قالت مصادر مترفقة إن قوات الأمن فتحت النار على المحتجين المعتصمين منذ فترة وسط تعز. وكانت أنباء سابقة تحدثت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح خلال الأيام القليلة الماضية في اقتحام قامت به القوات اليمنية ليلا لتفريق الاعتصام. ولا تزال الساحة اليمنية ملتهبة وسطا وشمالا وجنوبا، ولم تهدأ أصوات النيران والانفجارات منذ الاثنين الماضي حين إنهار اتفاق الهدنة بين الحكومة وقبائل حاشد. وفي مدينة زنجبار المدينة الساحلية الجنوبية تتواصل المواجهات المسلحة بين القوات النظامية ومسلحين يعتقد انهم من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.