تتميز جهة سيدي بوزيد بتنوع وثراء مخزونها الثقافي وذلك يعود إلى تعاقب الحضارات التاريخية عليها انطلاقا من البربر مرورا بالرومان وصولا إلى الفتوحات الإسلامية حيث شيدت خلال هذه العقود عدة معالم مدنية ودينية تمثلت في الحمامات والمعاصر والسدود وسواقي المياه وخاصة في عهد الملك النوميدي ماسينيايان والأضرحة والكنائس أهمها قصر خليفة الزناتي بالمكناسي وقصر البارود بجلمة وهنشير الصنب بالهيشرية (التابعة لسيدي بوزيدالغربية) الذي يعود إلى الفترة الأغلبية وماجل السماوي بسيدي علي بن عون والعمارة الإسلامية «الفندق» بالمزونة و«القصر الأحمر» والهناشير بأغلب مناطق سيدي بوزيد والعمارات المدنية والدينية والعسكرية والأضرحة ومعلم «البرج» و«النكايل» (قنوات مياه) بمنطقة بئر الحفي . وتتميز الجهة أيضا بتنوع تضاريسها الطبيعية من سهول وهضاب وجبال وأودية قابلة للاستغلال الإستشفائي والسياحي وخاصة بالقرب من الينابيع المائية الساخنة بمنطقتي «هداج» وحمام الهرية بمنزل بوزيان ووادي اللبن بالمكناسي و«عين رباو» وبحيرة جبل ساش ومياه أولاد فرحان بسيدي بوزيدالشرقية وغيرها وكذلك غابات المطلق وقارة حديد والحديقة الوطنية ببوهدمة التي تحتوي على غابة الطلح التابعة لمعتمدية المزونة التي تتميز بتواجد بعض الحيوانات النادرة كالمها وأبوحراب والنعام وابن آوى والغزال فضلا عن توفر العديد من الوسائل التقليدية التي تركها أباء عرش بنوهمام كالمشط والمغزل وصناعة الطين والشكوة والسماط والمدهنة والبطانيا والكليم والمرقوم والبرنس والقشابية والروني (لتخزين الحبوب) والشريحة والكباب ومصنوعات خشب الزيتون والملابس التقليدية (الملحفة والذراية والجبة والبخنوق ...). وتشهد الجهة منذ زمن بعيد إقامة عدة مهرجانات وتظاهرات وطنية وجهوية على غرار المهرجان الوطني للجواد العربي الأصيل بالمكناسي الذي تقام خلاله مختلف الإبداعات في مجال الفروسية من «منشاف» إلى اللوحات الاستعراضية التي يبدع في إخراجها الفرسان والمهرجان الوطني حسين بوزيان بمنزل بوزيان ومهرجان السياحة الثقافية والفنون التراثية ببئر الحفي والمهرجان الوطني بسيدي علي بن عون ومهرجان اللوز بأولاد حفوز. وبصفة عامة فإن المخزون الثقافي والتراثي بسيدي بوزيد على كامل مناطقها وعلى كامل حدودها الجغرافية جعل أهاليها يطالبون بإنشاء متحف للعادات والتقاليد في هذه الربوع لإثراء الرصيد الثقافي الوطني وإحداث قرية حرفية جهوية وذلك بهدف خلق مجالات للتنمية الثقافية والاقتصادية بالجهة خاصة في مجال السياحة الثقافية والبيئية والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة للمحافظة على الطابع الثقافي للجهة ويطالب أهالي سيدي بوزيد كذلك بإحداث مدونة العادات والتقاليد ومدونة الإرث الشفوي وبعث مركز جهوي للفنون الدرامية والركحية لما يتوفر في الجهة من فرق مسرحية وشركات إنتاج مسرحي محترفة وتوفير حافلات للتنشيط الثقافي ومكتبة عمومية متجولة تصل كل المناطق الريفية بالجهة إلى جانب تركيز محطات استشفائية قرب الينابيع المائية الساخنة التي أصبحت ملاذ المرضى من مختلف الجهات التونسية وحماية كل المواقع الأثرية.