بقلم: سكينة بوعزيزي (منزل بوزيان) بداية تحية لكل أسرة التلفزة الوطنية وأبارك تحرّر الاعلام وأترحّم على شهداء الثورة التونسية وأدعوكم الى زيارة هذه المنطقة المذكورة أعلاه ستجدون أ جلّ أهلها مناضلين أيّام الحركة الوطنية وشاركوا في الاستقلال وأحد أبنائها قائد لعدة معارك هامة أيام الحركة الوطنية وهو المرحوم عمران بن علي بن عطية حمدي وغيرهم ولكن لا عهد مرّ من هناك ولا استقلال مرّ من هناك.. منطقة نفيضة العكارمة وبالتحديد «مجمع أولاد مبروك» و«عائلة العكرمي» و«الدوار الغربي» بها سكان يعيشون بكل قوة الصبر معتمدين على وسائل بسيطة للعيش ووسائل بدائية.. عندما تتجول في هذه المنطقة شرقها وغربها لا ترى سوى قحط يشعرك أن هؤلاء منسيون تماما لا استقلال مرّ من هنا ولا أي عهد كرّس العدالة الاجتماعية ونظر بلفتة كريمة الى هؤلاء المواطنين التونسيين الذي ينتمون لتونس فقط ببطاقة الهوية.. زوروا هذه المنطقة سترى الطبقة الكادحة المنسية التي لم يلتفت لها أحد أو مسؤول أو نظام، بل وقد نزح جلّ سكانها الى معتمدية منزل بوزيان وما يدعوك لاحترام سكانها وتقديرهم هو تمسّكهم بالعيش فيها رغم قساوة طبيعتها وافتقارها لجميع مرافق الحياة ورغم بساطة عيشهم وهي تبعد قرابة 8 كلم عن المعتمدية وتفتقد لمستوصف، لسيارة، نقل ريفي، لتعبيد المسالك المؤدية لها فقضاء شؤونهم من الأسواق يكون عن طريق الدواب لأن السيارات قد تتفادى الوصول إليها حتى عن طريق وجه الكراء لرداءة وسوء هذه المسالك التي قطعت المنطقة تماما ورغم وجود بعض أبنائها في هياكل المسؤولية المحلية السابقة وبالنشاط المدني إلا أن أصواتنا لم تكن مسموعة وأنا من ضمنهم، ففي كل مجلس محلي للتنمية كنا نقترح تعبيد هذه المسالك المؤدية لها وإيجاد بئر عميقة ومنطقة سقوية وإيجاد حضائر غابية وهذا مسجل بكل أرشيف هذه المجالس التي لم تنل منها المنطقة سوى الوعود ودون جدوى وكنا نخذل من قبل المجلس الجهوي الذي يمرّ عليها مرور الكرام كبقية ومشاغل باقي المعتمدية، وهكذا توالت صرخاتنا وانفعالاتنا دون جدوى، إذن لا بدّ من لفتة ولفتة جدية وعاجلة لتلك الربوع وخاصة هذه المنطقة التي بها مئات الهكتارات المهملة وهي صالحة للزراعة وللفلاحة عموما كأشجار الزيتون وتربية الماشية ولكن أهلها عاجزون على تعاطي النشاط الفلاحي لعدم توفر أبسط الوسائل له. كما أؤكد على إدارة القناة الوطنية 1 على زيارة هذه المنطقة لتكتشف السلط أين نحن وكم صبرنا وكم دافعنا وكم انتظرنا ولكن ظلّت أصواتنا خارج كل المجالس الجهوية للتنمية والوعود التي تلقيناها كانت مجرّد حقنة للتنويم.