٭ تونس «الشروق»: خصّ كاتب الدولة لدى وزير الخارجية البريطاني أليستر بيرت «الشروق» بحديث شرح فيه بالخصوص موقف بلاده من الاوضاع في ليبيا مشيرا الى أن عمليات التحالف الدولي لن تتوقف الا بتنحي العقيد الليبي معمر القذافي عن الحكم. الوزير البريطاني الذي أدى أمس زيارة خاطفة الى تونس أكد تصميم لندن على تقديم دعم اقتصادي وسياسي لبلادنا نافيا في الوقت نفسه ما تردد من أنباء حول نيّة بلاده ارسال قوات عسكرية الى الحدود الليبية التونسية. وفي ما يلي هذا الحوار: ٭ بداية، في أي إطار تأتي زيارتكم هذه... وماهي انتظاراتكم ومطالبكم منها؟ في الحقيقة ترمي هذه الزيارة الى دعم العلاقات الثنائية بين تونس وبريطانيا.. وما أودّ تأكيده هنا ان بريطانيا منبهرة بما حصل في تونس... ونحن في هذا الاطار أردنا ان نؤكد استعدادنا لتقديم دعم سياسي واقتصادي... وهذه الزيارة كانت فرصة للقاء بأهم الوزراء من الحكومة التونسية... وقد أجرينا محادثات بناءة ومثمرة على هذا المستوى... وكما قلت فإن بريطانيا مستعدة لتقديم دعم اقتصادي لتونس ومساعدتها على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية.. ٭ هناك معلومات تتناقلها بعض وسائل الاعلام تفيد بأن هناك نيّة لدى لندن لارسال قوات عسكرية الى الحدود الليبية التونسية... فما مدى صدقية هذه الأخبار؟ هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة بل هي في واقع الأمر محض اشاعات... ونحن في بريطانيا لم يطلب منا أي أحد هذا الأمر وليس لديّ علم بأن بريطانيا تفكر في مثل هذا الأمر على الاطلاق. ننتقل هنا إلى الحديث عن الوضع في ليبيا...كيف تقيمون ما يحدث...وما موقفكم من الأنباء التي تتحدث عن استعداد القذافي للتنحي عن الحكم بشروط؟ بريطانيا في الوقت الحالي ليست بصدد إجراء مفاوضات مع حكومة القذافي...ونحن نتصرف في إطار التحالف الدولي ووفق ما تنص عليه الأممالمتحدة في قرارها 1973 الصادر عن مجلس الأمن...وبالتالي نحن نعمل اليوم على اتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة بحماية المدنيين في ليبيا والقذافي يمكنه في أي وقت طلب وقف إطلاق النار والتوقف عن قتل شعبه... ونحن ندعوه إلى القيام بذلك في أقرب وقت ممكن... تقولون إنكم تعملون وفق القرار 1973 لكن هناك انتقادات واتهامات كبيرة توجه إلى التحالف الدولي بتجاوز هذا القرار؟ لا أتفق مع هذا التحليل...وكل ما تقوم به بريطانيا والتحالف الدولي هو العمل على تطبيق هذا القرار....وبودّي أن ألفت نظركم هنا إلى أن هناك دول عربية مشاركة في العملية التي يشنها التحالف على ليبيا...وهذه العملية كما ذكرت آنفا الهدف منها هو حماية المدنيين والتصدي لتلك القوى التي تقوم بقتل الشعب الليبي... نحن هدفنا هو الابتعاد عن قتل المدنيين وتجنيبهم الاستهداف...وهذا يختلف كل الاختلاف مع الهجمات التي يقوم بها القذافي ضد المدنيين.... ٭ هل نفهم من كلامكم أن عمليات الأطلسي ستتوقف حالما يتنحى القذافي عن الحكم؟ بالتأكيد...فالهدف الوحيد من وجودنا هو حماية المدنيين الذين يقوم القذافي بقتلهم....وإذا ما تنحى القذافي لا نتصور أنّ قتل المدنيين سيستمر. ٭ في هذه الحالة ماهي رؤيتكم لمرحلة ما بعد القذافي؟ نحن نعلم أن المجلس الانتقالي الليبي له شرعية متزايدة لأن يكون صوت الشعب الليبي في الوقت الحالي... ونحن نعلم أيضا أنه حين يتنحى القذافي سيتم وضع دستور وستجرى انتخابات تمهّد للانتقال الديمقراطي في ليبيا... وهذه هي المرحلة التي يتطلع إليها اليوم الشعب الليبي... ٭ هناك وضع آخر مهدّد بالسيناريو الليبي... أتحدث هنا عن الوضع اليمني فما هو موقفكم مما يجري بهذا البلد... والى أيّ مدى توافقون على المبادرة الخليجية؟ كل ما أودّ قوله هنا إن بريطانيا تدعم المبادرة التي قدمها مجلس التعاون الخليجي لحلّ مشكلة الأمن. سارع الاتحاد الأوروبي الى معاقبة رأس النظام في سوريا على خلفية التحرّكات الشعبية بهذا البلد... فهل أن مثل هذه العقوبات وهذا النهج يبرّر برأيك ما حصل فعلا في دمشق؟ نحن نأمل ذلك، والمجتمع الدولي اليوم في حالة حيرة إزاء ما يجري في سوريا... وسوريا مع الأسف لم تسلك طريق الانتقال الديمقراطي واختارت منطق الضغط على الشعب... والهدف في النهاية بالنسبة إلينا هو جعل الحكومة السورية تباشر العمل مع الناس الذين يرغبون في تحقيق التغيير في سوريا بدل الضغط على الشعب السوري... ونأمل أن يتحقق ذلك في أسرع وقت.