أكد المتحدث باسم المجلس الانتقالي الليبي، الأستاذ محمود شمام في لقاء خاص مع «الشروق» رفض المجلس لخارطة الطريق التي عرضها الاتحاد الافريقي بهدف تسوية الأزمة الليبية معتبرا أن هذه المبادرة ولدت ميّتة.. الأستاذ محمود شمام شرح أيضا موقف المجلس من مسألة تسليح الثوار ومن خيار التقسيم ومواضيع أخرى.. كما عرض في هذا الاطار تصوّره لحلّ الأزمة مؤكدا أن أي خطة تستثني تنحّي القذافي وأسرته مرفوضة.. وفي ما يلي هذا الحوار: حوار: النوري الصّل أعلنتم في المجلس الانتقالي الليبي رفضكم للمبادرة الافريقية.. فما هي دواعي مثل هذا الرفض خاصة أنه قد تسبب في إطالة أمد الأزمة ومزيد «تأجيلها» وتدويلها؟ نحن في الحقيقة لم نرَ مبادرة إفريقية بل ان ما عرض علينا هو مبادرة قذافية كان الغرض منها مزيد إطالة بقاء القذافي وعائلته في الحكم.. ولهذا بالذات نحن رفضنا المبادرة التي لا تلبي في رأينا حتى الحدّ الأدنى من تطلعات الشعب الليبي.. هي إذن مبادرة ولدت ميّتة.. ونحن وغيرنا كثيرون لاحظوا كيف أن رئيس جنوب إفريقيا الذي يرأس هذه المبادرة رفض حتى مجرّد الذهاب الى بنغازي.. لكن المبادرة الافريقية ليست الأولى من نوعها التي قوبلت برفضكم فقد سبقتها مبادرة تركية.. فهل أن هذه المبادرة هي أيضا «قذافية»؟ نعم، نحن أيضا رفضنا المبادرة التركية لنفس السبب.. وأي مبادرة لا تنصّ على رحيل القذافي.. ونحن مستعدون أن ندفع المزيد من دمائنا ومن جهدنا حتى نحقّق أهدافنا.. وأهداف ثورتنا التي كلّفتنا الى حدّ الآن أكثر من 10 آلاف قتيل و27 ألف جريح.. ولكن لا يهم كل هذا الثمن الباهظ.. ونحن لا نزال مستعدين لمعركة طويلة الأمد مع نظام القذافي. نظام القذافي يعبّر هو الآخر عن هذا الرأي على ما يبدو ويقول انه ماض في المعركة الى نهايتها.. فهل معنى ذلك أن فرص الحلول السياسية انعدمت وأن الحسم ستحدّده الوسائل العسكرية فقط؟ طبعا من حقّ القذافي أن يقول ذلك مادام يتلقّى دعما غير محدود من دول عربية بالسلاح والوقود وحتى بالمرتزقة.. لكن نحن أيضا، كما قلت جاهزون لكل الحلول السياسية لكن شريطة تنحّي القذافي وعائلته. تتهمون هنا دولا عربية بتقديم الدعم الى القذافي.. فهل هذه الاتهامات تستند الى معلومات أم الى تخمينات؟ هي معلومات مؤكدة.. وهناك أسرى من بعض الدول العربية اليوم في قبضة الثوار اعترفوا بهذا الأمر.. وكل يوم تقريبا يتمّ القبض على المزيد من المرتزقة العرب والأفارقة. هناك جدل هذه الأيام حول موضوع تسليح الثوار فما هو موقفكم من هذه المسألة خاصة أن هناك مخاوف كبيرة من تداعياتها المحتملة؟ بالطبع يمكن تسليح الثوار أن يحلّ المشكل.. لأننا اليوم نحارب نظام القذافي بأسلحة بدائية.. اليوم الشعب الليبي محروم من التسلّح لكن لا أحد يحاصر القذافي الذي تأتيه الأسلحة من حدود متاخمة.. نحن فقط الذين نحاصر ويمنع علينا السلاح من دول عربية للأسف الشديد. لكنكم تحظون في المقابل بدعم واسع من الحلف الاطلسي وحتى من دول عربية فكيف تقولون انكم محاصرون اذن؟ دعني أقول لك بصراحة إننا غير راضين عن أداء الاطلسي.. واليوم، الانتقادات الموجهة للأطلسي تأتي حتى من داخل هذا الحلف نفسه لكونه لا يقوم بما يطلب منه في مجال حماية المدنيين.. فمصراتة تقصف منذ 40 يوما من قبل كتائب القذافي.. والقصف الوحشي وصل حدا غير مقبول.. اليوم للأسف القذافي يحاول أن يعزل كل مصراتة.. وهذا الامر يتم أمام أعين الاطلسي.. هل نفهم من كلامكم ان الاطلسي «يطبخ» «مخططات أخرى» في ليبيا عكس ما يعلنه من «نوايا حسنة» تجاه الشعب الليبي؟ أنا في الحقيقة لا أدري ان كانت هناك مخططات أو لا لكن ما أقوله ان الاطلسي تقاعس عن دوره..قد يكون هناك تأثير تركي في هذا الامر.. وربما يكون هناك سعي من قبل بعض الأطراف الى عدم تنفيذ قرار مجلس الامن بدقة.. ولهذا فقد نضطر مرة أخرى الى العودة الى مجلس الامن لنطالب بتصرف منفرد. بمعنى؟ اي نطلب من بعض الدول في التحالف الدولي مثل فرنسا او ايطاليا ان تتصرف منفردة ازاء ما يحدث من جرائم يومية ضد الشعب الليبي.. لكن، حتى فرنسا أعلنت على لسان أحد جنرالاتها امس انها لا تستبعد احتمال «معركة طويلة الامد» في ليبيا.. فما تفسيركم لمثل هذا الموقف؟ في الواقع لا أعرف ما هو الهدف من وراء اطلاق مثل هذه التصريحات وما اذا كانت هناك نوايا مبيتة من ورائها أم لا.. ولكن نحن نناشد المجتمع الدولي والدول العربية ان تضغط على القذافي وألا تواصل السكوت عما يرتكبه من جرائم بحق الشعب الليبي وان تمنع وصول السلاح والوقود الى كتائبه. بعض القيادات في الثورة الليبية لم تمانع في اللجوء الى خيار التقسيم كمخرج «مرّ» من الازمة فهل ان مثل هذا الرأي يعبّر ايضا عن موقف المجلس الانتقالي الليبي؟ هذا كلام غير قابل للتصديق ولا يوجد اي مواطن ليبي يمكنه ان يقبل بمثل هذا الخيار.. ونحن سنقاوم هذا الخيار ونقاتل ضده.. هذا موقف نهائي لأن ليبيا غير قابلة للقسمة..ومن يردد مثل هذا الكلام هو القذافي وابنه.. ونحن في الثورة الليبية مجمعون على هذا الامر.. ليس هناك ما يدل على ان هناك رغبة في التقسيم. في هذا الباب، كيف تفسرون التحذيرات التي أطلقها امس وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسى من احتمال «صوملة» ليبيا؟ لن تكون هناك لا «صوملة» ولا «عرقنة» ليبيا.. وليبيا ستكون متحدة كما هي اليوم متحدة ضد نظام معمر القذافي.. وستعود ليبيا بلدا متحدا ليتفرّغ لمعركة التنمية وبأكثر قوة وأكثر استقرار وازدهار! هل معنى ما تقولون انكم متفائلون بالمستقبل في ضوء ما يحدث.. وإنكم تتوقعون نهاية قريبة للأزمة؟ نحن نرى أن هذا النظام قد انتهى.. قد يستطيع ان يصمد بعض الشهور ولكنه في النهاية سينهار لأن كل الليبيين يقفون اليوم في صف الثورة وهناك اجماع حول المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يعبّر عن تطلعات كل الليبيين بلا استثناء ويعمل على تحقيق أهدافهم.