انتظمت بقاعة المحاضرات بالمعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية بجربة ندوة فكرية حول الشباب والحياة الجمعياتية حضرها عدد هام من الطلبة وناشطون في المجتمع المدني بإشراف مجموعة من الأساتذة ورجال القانون. انطلقت الندوة بمداخلة الأستاذ مهدي بن حمودة بتعريف مفهوم الجمعية وأهدافها ومبادئ العمل الجمعياتي ودوره الاجتماعي في مختلف الميادين من ثقافة وتربية وفن ورياضة ودوره النفسي في ملء الفراغ وتوفير رغبات الفرد في التطور والنمو وعن أسباب عزوف الشباب عن العمل الجمعياتي تحدث الأستاذ عن غياب مناخ للحرية والديمقراطية وغياب الحوار واحترام الرأي الآخر وضعف التأطير والجهل بحقيقة العمل الجماعي كما دعا الشباب للانخراط للمشاركة بكثافة في الجمعيات لبناء نسيج جمعياتي مؤثر وفاعل ليكون شريكا استراتيجيا للدولة في جميع مجالات الحياة بدءا بالتنمية . وقد أكد أن من أهم الصعوبات التي تعرقل إجراء انتخابات المجلس التأسيسي المنتظر هو هشاشة النسيج الجمعياتي السائد في تونس حيث يوجد أكثر من 9 آلاف جمعية استغل أغلبها النظام السابق كأداة للهيمنة ووظفها لتطبيق برامجه السياسية واستخدمها كوسيلة للكسب والانتهاز وقد تطرق الأستاذ قيس رويس إلى المشاكل والتحديات التي تعرقل سير العمل الجمعياتي كشح الموارد وغياب الدعم وقلة وعي المجتمع ومحدودية ثقافته ووضح الأستاذ مصطفى الملوح العلاقة القائمة بين المجتمع السياسي والمجتمع المدني من جمعيات ونقابات وصحافة وإعلام وما يميز هذه العلاقة التي تحدد طبيعة النظام وتصنفه بين ديمقراطي ودكتاتوري . وفي نهاية الندوة تحدث عدد من ممثلي الجمعيات عن تجاربهم وأهم برامجهم على غرار جمعية الشبان والعلم وجمعية المودة ببني معقل ونادي شباب جربة منظم هذه التظاهرة .