تعيش الدول الأوروبية هذه الأيام على وقع حالة من الفزع بسبب تنامي المخاوف من «جرثومة الخيار الاسباني» المعروفة باسم « Escherichia COLI «E.Coli والتي أدّت الى حدّ الآن الى 11 حالة وفاة في ألمانيا، آخرها صباح أمس الاثنين بمنطقة «بادربون» غرب ألمانيا. وأوردت تقارير إعلامية أن 3 فرنسيين يقيمون حاليا بالمستشفى بعد إصابتهم بهذه الجرثومة التي تتسبب في اسهال شديد وتؤثر على بقية أعضاء الجسد مثل الكلى وتتسبب في ارتفاع حرارة الجسم وفي إصابة الدم وأحيانا النظام المركزي للمخ وتتطلب الاقامة فورا بالمستشفى. وتطرح هذه التطورات أكثر من سؤال حول إمكانية وجود مثل هذه الجرثومة في بلادنا، خاصة أن تونس تنتج بشكل كبير مادة الخيار (الفقوس) التي تشهد إقبالا كبيرا في فصل الصيف ويقع استعمالها عادة في إعداد السلطة. كما تتزايد التساؤلات عندما نعلم أن السلطات الصحية الألمانية مثلا دعت مواطنيها إلى إيقاف استهلاك بقية الخضر الأخرى على غرار الطماطم الطازجة وال«ليتي» (Laitue) وبلغ الأمر حدّ سحب هذه المواد من الأسواق في اطار مبدإ الحيطة والحذر، وهو ما يزيد في التساؤلات تجاه هذه المواد التي يقع استهلاكها طازجة بنسبة كبيرة في تونس. وكان المركز الأوروبي الحذر ولمراقبة الأمراض الكائن بالسويد، قد اعتبر أن وباء (E.Coli) هو من أخطر الأوبئة التي يمكن أن يشهدها بلد ما، ومن أخطر ما شهدته ألمانيا من أوبئة مماثلة. وتتوجه الشكوك إلى إسبانيا باعتبارها مصدر هذه الجرثومة إذ أنها بلد منتج بشكل كبير للخيار، خاصة بمنطقة الأندلس (جنوباسبانيا) عن طريق البيوت المكيّفة ويتم تصدير كميات كبيرة منه نحو بقية البلدان الأوروبية خاصة ألمانيا . حذر وللاستفسار حول مخاطر هذه الجرثومة في تونس خاصة بحكم قربنا من أوروبا وبحكم العلاقات التجارية التي تربطنا بعدّة دول من حيث تصدير وتوريد المواد الغذائية والخضر والغلال. اتصلت «الشروق» بالسلط المعنية بهذا الأمر، فأفاد مصدر من وزارة الصحة العمومية أنه الى حدّ الآن لم يقع تسجيل أي حالة إصابة بهذه الجرثومة لدى التونسيين. وأضاف المصدر نفسه أن السلطات الصحية والفلاحية على علم بهذا الموضوع وتتابع تطوّراته في أوروبا. ولم تنف مصادرنا إمكانية وجود خطر لتونس جرّاء هذا الوباء. وهو ما يستدعي الحيطة والحذر. ورغم أن تونس بلد مصدّر فقط للخضر الطازجة ولا يقع توريد أي نوع من الخضر من أي بلد من العالم (باستثناء البطاطا أو الثوم). إلاّ أن الحذر يبقى واجبا. وتخضع المواد الغذائية الموردة الى تونس من أوروبا لتحاليل دقيقة سواء تعلق الأمر ببعض المواد الطازجة (اللحوم مثلا أو بعض الغلال) أو بالمصبّرات... وأكد مصدرنا أنه سيقع تكثيف هذه المراقبة الآن في اطار التوقي من جرثومة (E.Coli) وغيرها من الجراثيم والأوبئة الأخرى، وذلك من خلال التنسيق بين مصالح وزارات الفلاحة والتجارة والصحة في اطار لجنة معنية باليقظة الصحيّة. ويبدو أن النية ستتجه أيضا الى تشديد الرقابة على مستوى البذور الفلاحية الموردة من أوروبا والتي قد تتسرّب عبرها هذه الجرثومة...