بدأت خيوط مصدر جرثومة «إي كولي» (E.COLI) التي فتكت مؤخرا ب31 شخصا في أوروبا تتضح تدريجيا بعد أن توجهت الشكوك في البداية نحو الخيار الإسباني ثم نحو عدة أنواع من الخضروات على غرار الطماطم والسلائط. وقال مدير المعهد الفدرالي لليقظة الصحية بألمانيا صباح أمس أن التحاليل المكثفة التي أجريت طوال الأيام الماضية كشفت عن مصدر هذه الجرثومة القاتلة وهي براعم بذور النباتات التي يقع إنتاجها (تنميتها) ببعض المزارع البيولوجية قصد إستعمالها في إعداد بعض الأكلات وتشهد إقبالا بسبب خصائصها الغذائية المميزة. وحسب مصادر إعلامية وضح المتحدث حول مسائل الصحة والاستهلاك بالمفوضية الأوروبية بعد منتصف نهار أمس أنه تم الوصول إلى المصدر الأساسي للجرثومة وهي براعم الفاصوليا الحمراء» وبراعم عباد الشمس وبراعم الصوجا... وهذه المواد يقع إستعمالها بكثرة في السلائط وفي السندويشات وقد كشفت التحقيقات أن عدد من المصابين تناولوا هذه المواد في بعض المطاعم بإحدى الجهات الألمانية وكانت هذه الجرثومة قد قتلت إلى حدّ صباح أمس 31 شخصا بأوروبا وأدت بمئات الآخرين إلى الإقامة في المستشفى...وتسبب هذه الجرثومة إسهالا معويا مرفوقا بإسهال دموي يؤدي تدريجيا إلى الوفاة. وقد طالت المخاوف من هذه الجرثومة مختلف دول العالم بما فيها تونس وأكدت وزارة الصحة العمومية بتونس منذ أيام أن بلادنا لم تسجل أية إصابة بهذا الوباء وقالت أن التدابير الإحتياطية متخذة بشكل جيد لمنع تسرب العدوى عن طريق بعض المواد الموردة. كما أعلنت ألمانيا منذ صباج أمس رفع الحظر عن إستهلاك الخضر والسلائط لأنه لم يعد هنا كأي موجب لذلك. وأطلقت أغلب الدول الأوروبية حملات تحسيسية إلى العودة إلى إستهلاك الخضر بعد أن تكبد المزارعون خسائر فادحة وبالنسبة لتونس يبقى التساؤل قائما حول إمكانية تسرب هذه المواد المشبوهة عن طريق توريدها في شكل مصبرات وأكيد أن المصالح المعنية ستوضح هذه المسألة في الفترة القادمة.