أفادت مصادر صحية بأن الخضر المنتجة محليا وأساسا الخيار سليمة وغير ملوثة أو مصابة ببكتيريا الاشريكية القولونية (E coli) وفقا للتحريات المنجزة إلى حد الآن. تأتي هذه الإفادة على خلفية ضجة التوجس التي أثارها استهلاك خيار (فقوس) ملوث بهذه البكتيرية في عدد من البلدان الأوروبية ومنها فرنسا وألمانيا والسويد والدنمارك...ما أفرز عديد الإصابات بالإسهال الدموي الذي يعتبر من أبرز أعراضها وتسجيل حالات وفاة. واستندت تطمينات مصادر متعددة من حفظ الصحة وحماية المحيط في تصريحاتها ل- الصباح- إلى عدم توريد تونس للخضر وأنواع السلطات الطازجة والاعتماد بالتالي على استهلاك المنتجات المحلية إضافة إلى اختلاف طرق الإنتاج المعتمدة عند مزارعينا وتلك التي قد تكون وراء تفشي البكتيريا الملوثة للخيار في أوروبا باعتماد الفلاحين في البلدان التي سجلت بها إصابات على السماد الحيواني الذي قد يكون بعضه حاملا لبكتيريا أ كولي- وفقا لتفسير بعض التقارير الصحية الغربية. وشددت مصادرنا على أن الفلاح التونسي يلتزم الممارسات الجيدة لطرق الإنتاج.مشيرة في الآن ذاته إلى آليات المراقبة التي تخضع لها المنتجات الاستهلاكية الغذائية في مختلف حلقاتها من الإنتاج إلى النقل والحفظ والخزن ,في هذا الصدد تفيد المعطيات المتوفرة بأن المصالح الصحية المختصة فرغت مؤخرا من انجاز التحاليل الخاصة بترصد رواسب المبيدات في المواد الغذائية وكانت نتائجها الأولية مطمئنة ويجري حاليا متابعة التحاليل المتعلقة بصنف البكتيريا التي أصابت بعض أصناف الخضر في بلدان أوروبية لمزيد التحري, كما يجري التنسيق بين الصحة والفلاحة هذه الأيام لمزيد التوعية والتحسيس بضرورة التزام المنتجين الممارسات الفلاحية الجيدة من ذلك احترام شروط استعمال المياه المعالجة في الري وهو مجال يخضع لضوابط صارمة ودعوة الجهات الفلاحية إلى تكثيف الإرشاد والتحسيس وهي عمليات لا تقتصر على حلقة الإنتاج فحسب بل تشمل كذلك وزارة التجارة بدعم المراقبة عند التوريد للمصبرات الغذائية وتحليلها في إطار تفعيل التوقي من تسرب المواد الملوثة كما يطالب أعوان حفظ الصحة البلديين وغيرهم إلى تعزيز تدخلاتهم لمراقبة التجمعات الغذائية وهي حملات تندرج في إطار النشاط العادي لمختلف هذه الدوائر لكن بحكم ظهور حالات الإصابة بالبكتيريا الملوثة لبعض الخضر في أوروبا واستنادا إلى مبدأ التوقي والتيقظ تتأكد الحاجة هذه الفترة إلى إلتزام قواعد النظافة وحفظ الصحة والحذر. هذا إلى جانب حلول موسم الصيف وارتفاع الحرارة وهي فترة عادة ما تستعد لها الجهات الرسمية ببرامج صيفية خاصة وقد أمدتنا إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط ببرنامج مفصل لأنشطتها الخصوصية لصائفة 2011سنأتي على تفاصيله في مقال لاحق. ولنبقى في موضوع الخيار الملوث وتعميما للفائدة ذكّرت مصادرنا بجملة النصائح والسلوكيات التي يتعين التقيد بها عند الاستعمال المنزلي للخضر والسلطة أو بالمطاعم . بالنسبة لربات البيوت يتعين عليهن غسل وتطهير الخضر جيدا بوضعها لمدة ربع ساعة في الماء مع إضافة ملعقة جافال على ألا تقل كمية الماء عن خمسة لترات ثم إعادة غسلها بماء الحنفية جيدا . وفي المطاعم لا بد من احترام شروط حفظ الصحة ولا سيما الفصل بين الأحواض المخصصة لغسل الأواني والخضر إلى جانب طبعا إحكام غسل اليدين في البيت أو بأيّ مكان آخر قبل الأكل.وتعد هذه النصائح من أبسط وأنجع النصائح الوقائية التي تحد كثيرا من عدوى الجراثيم والإصابات . علما أنّ عديد البكتيريات ومنها أ كولي-تتواجد في أمعاء الإنسان والحيوان بشكل طبيعي لكنها أحيانا وبصفة استثنائية قد تصبح مضرة بصحته وتتمثل أبرز علاماتها في الإسهال الدموي والحمى الشديدة مع إحساس بالوهن... على ضوء هذه التطمينات والنصائح تبقى اليقظة واجبة واحترام قواعد النظافة والصحة من أهم السلوكيات التي تقي المواطن العديد من الأمراض خاصة صيفا.