قصر هلال ( الشروق ) متابعة المهدي خليفة: أشار راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» خلال إشرافه على أمسية ثقافيّة بمدينة قصر هلال نهاية الأسبوع المنقضي أنّ زيارته إلى المدينة تأتي بعد زيارة أولى سرية كان أداها سنة 1985 معرجا على زيارته إلى مدينة البقالطة سنة 1981 لإحياء ليلة بدر في السابع عشر من شهر رمضان والتي انتهى به المقام فيها إلى قضاء ليلته في سجن الإيقاف بالمنستير. الغنوشي تحدث عن البوعزيزي الذي أحرق نفسه يوم 17 ديسمبر معتبرا أن ما حصل معه كان بمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير خاصة ان العشرات قبله أحرقهم الظلم والطغيان ولم يخف زعيم حركة النهضة تخوف الشعب من مآل الثورة باعتبار ان المخلوع ولئن هرب فإنه ترك عصابة من المفسدين وجب التخلص منهم وتطهير البلاد من فسادهم وأشار الغنوشي أيضا إلى أن شباب الثورة ينشد الحرية والكرامة والأمن مع التأكيد على ضرورة تطهير جهاز الأمن من الفاسدين والجلادين الذين مازالوا إلى حد اليوم يعملون بمقرات وزارة الداخلية بما يساعده على اللحاق بالجيش التونسي الذي لعب دورا رياديا خلال الثورة وكان بطلا حقيقيا حقن دماء التونسيين. «النهضة» فزّاعة... وكذبة مكشوفة وتعرض الشيخ راشد الغنوشي إلى الحملة التي يتعرض لها حزبه من قبل بعض أصحاب النفوس المريضة التي تبيح لنفسها سلب ثروات البلاد من خلال ما تردده من ترهات وأساطير لم تعد تنطلي على الشعب الواعي بعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وبان بالكاشف أن عديد التهم الملفقة لحزب النهضة ورجالاته إنما كانت تطبخ في وكر قصر قرطاج وعليه فإن اعتبار «حزب النهضة» فزاعة ترعب النساء ورجال الأعمال وكل مكونات المجتمع المدني صارت كذبة كبرى وبين أن حزبه سيدعم المرأة من خلال المحافظة على كامل حقوقها ودعم مكاسبها مستندا في ذلك إلى علاقاته ببناته الأربع اللائي يواصلن دراستهن العليا وانخرطن في العمل الجاد من اجل النهوض بالبلاد كأي فرد من أفراد هذا المجتمع وتساءل أمام الملإ إن كان رئيس حزب النهضة بتعامله هذا مع اقرب الناس إليه سيقفل الأبواب على النساء في البيوت مستشهدا أثناء حديثه عن المرأة بأن أول من وضع مجلة الأحوال الشخصية هو زيتوني وأن أول من بنى مدرسة لتعليم الإناث هو زيتوني أيضا في إشارة إلى مكانة المرأة في الدين الإسلامي. كما تحدّث الغنوشي عن السياحة ووعد بفتح أسواق جديدة من الصين وأمريكا والخليج وابرز أن ما يعيشه القطاع السياحي حاليا يشغل باله وبال من معه في حزب «النهضة» لذلك عمل خلال تنقلاته الأخيرة خارج ارض الوطن إلى ملاقاة المهاجرين وتشجيعهم على زيارة تونس خلال الصيف وقضاء إجازاتهم السنوية في النزل لعل ذلك يسهم بدرجة أو بأخرى في التقليص من حجم الصعوبات الآنية احد ابرز القطاعات التي يعتمد عليها اقتصاد البلاد. احتراز من تأخير الانتخابات وفي تطرّقه إلى الموقف من تأخير انتخابات المجلس الوطني التأسيسي قال الغنوشي إن موافقتهم كانت على مضض ومن باب الوفاق الوطني لا غير مُعتبرا أن قرار اللجنة المكلفة بإعداد خارطة الانتخابات والتي لم تكن منتخبة تجاوزت صلاحياتها بعدم استشارتها للأحزاب وكل خوفه أن هذا التأخير إن تم فعلا فقد تتلوه تأخيرات وتنازلات مستندا في ذلك إلى أن من يوافق مرة على التأخير سيتعود على ذلك في مناسبات قادمة. وأكّد الغنوشي أن سياسة الحزب الواحد قد ولت وانتهت مُُضيفا أن حزبه لا يتشرف بأن يحذو حذو حزب التجمع المنحل وإنما يريد من موقعه الإسهام في خدمة البلاد ونمائها باعتبار تونس دولة مسلمة بالأساس داعيا في النهاية كل التونسيين المصلين وغير المصلين والمحجبات وغير المحجبات إلى الانضمام إلى حزبه.