بمقتضى قرار من وزير الداخلية مؤرخ في 19 ماي 2011 رخّص في تكوين حزب سياسي يطلق عليه اسم: «الحركة الإصلاحية التونسية»، وأعلن مؤسّسو هذا الحزب الجديد في وثائقهم المرجعيّة أنّهم ورثة الإصلاحيين التونسيين الذين رسّخوا فكرة الإصلاح وأنجزوا الكثير في هذا المجال في المجتمع التونسي من أمثال خير الدين باشا وبيرم الخامس والبشير صفر والطاهر الحدّاد وفرحات حشاد والحبيب بورقيبة. ويرى مؤسّسو «الحركة الإصلاحية التونسية» أنّه لم يكتمل بناء أي مجتمع مسلم ونحته إلا بالاعتماد على فلسفة إصلاح ثورية كما تم بالنسبة إلى المجتمع التونسي الذي أعيد بناء أسسه ومنها : تحرير المرأة وثقافة التنظيم العائلي وحل الحُبس ونشر التعليم والديمقراطية وعقلنة سياسة الدفاع الوطني وسياسة سكن حكيمة وناجعة ومجانية العلاج وتطوير التعليم الديني والانخراط في مفهوم «التنمية الشاملة» كقيمة مثلى تفضي إلى الرقي الاجتماعي. وترى الحركة الإصلاحية التونسية نفسها حاملة مشعل الإصلاح لمواصلة النضال لرفع التحديات التي يصبو إليها المجتمع التونسي. وجاء في الوثائق التأسيسيّة ل «الحركة الإصلاحيّة التونسيّة»: «كل هذه الإصلاحات التي تمت في تزامن وتواز تمخضت على مجتمع متفتح لا مثيل له في العالم العربي والإسلامي، مجتمع يجسّد كل الإصلاحات ويبرز الطابع المميز لطموحات التونسيين التاريخية نحو الإصلاح والرقي والحداثة». ويؤمن المؤسّسون بالقيم المؤسّسة للجمهورية: الحرية والديمقراطية وفصل السلط بعضها عن بعض والتوازن بين السلط والانتخاب المباشر والعام. وتتبنّى الحركة الإصلاحية التونسية شعار حريّة وحداثة وأمن وقد انطلقت بعد في أعمالها وتأطير مناضليها والمنتسبين إليها عبر مختلف جهات البلاد. من هو مؤسّس الحركة الإصلاحية التونسيّة ؟ مؤسّس الحركة الإصلاحيّة هو عمر صحابو ويمكن تعريف الرجل كعصارة ثلاثة مسارات : إعلامية وسياسية وروحانية. أما بالنسبة إلى المسار الإعلامي فقد تبوأ رئاسة تحرير جريدة الأكسيون «L'ACTION» لسان حال الحزب الإشتراكي الدستوري (حزب النظام زمن الحبيب بورقيبة)، ثم أصبح أصغر مديري المؤسسات الصحفية سنّا عندما عيّنه الرئيس بورقيبة مدير المجلة الرأي «حوار» «DIALOGUE» ، انتقل عمر صحابو، بعد ذلك، إلى باريس حيث أتم إعداد شهادة الدراسات المعمقة في علوم الإعلام والتحق أثناءها بمجلة «إفريقيا الشابة» حيث أصبح أحد رؤساء تحريرها قبل أن يعود إلى تونس ليؤسس مجلة مستقلة ( المغرب) والناطقة باللغتين العربية والفرنسية. وأما المسار السياسي فقد عمل مدير ديوان مدير الحزب الإشتراكي الدستوري، كما اضطلع بمهمة مدير الشؤون السياسية بوزارة الداخلية ليستقيل من ذلك المنصب بعد أربعة أشهر حيث لم ير في الأفق بوادر الانفتاح الذي وعده به النظام عند تسميته، وفي عام 1980 أيقن أنه من المستحيل تجسيد وممارسة هذه الازدواجية فقطع تماما علاقته وانتمائه مع النظام الدستوري ليخوض مغامرة الأسبوعية «المغرب» المؤلمة. وطيلة حكم بن علي تمت محاكمته22 مرة واعتقل 13مرة، وحكم عليه بالسجن أربع مرات منها سنة كاملة قضاها في السجن،كما تم منعه من مغادرة البلاد طيلة 9 سنوات ثم عاش بالغربة طيلة 10 سنوات في باريس حيث وقع انتخابه رئيسا للرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية وأما عن المسار الثالث فهو المسار الروحي والصوفي. فهو مؤمن منذ حداثته، فقد أدّى فريضة الحج في سن 30 سنة واعتمر العديد من المرات وهو اليوم مغرم بالاستكشاف المساري على الدروب الروحانية على الرغم من أنّه درس البوذية والهندوسية والبهائية والإسماعيلية والطاوية. الهيئة التأسيسيّة الرئيس : عمر صحابو أمينة مال : فريدة عريان قريبعة - Polytechnicienne الناطقة الرّسمية : حذامي بوصرّة – محامية الأعضاء : فوزي العريان (طبيب) ميسوم مليكة بنت مصطفى (محامية) سليم الشلّي (أستاذ مبرز في القانون ومحام) البحري الشريف (الأمين العام للإتحاد الأورومتوسطية للبيولوجيا الطبية) البشير الغشّام (محام) آمال الهرقام (مديرة بشركة) محمد طارق الجعايبي (رئيس تحرير بجريدة «Lapresse») منير الكشو (أستاذ مساعد للتعليم العالي) محرز العويديدي (مدير بنكي) محمد لطفي واجه (محام) أميرة الرياحي (محامية) عماد سويدة (رجل أعمال) سنية التليلي (سائقة طائرة) رأي الحركة الإصلاحيّة التونسيّة في النقاش حول اللائكيّة: نقاش مستورد ومفهوم لا ينسحب على مجتمعنا قدّمت الحركة الإصلاحيّة التونسيّة رؤيتها من جملة النقاشات الدائرة على الساحة الوطنيّة، وفي ما يلي رأيها حول النقاش بخصوص اللائكيّة: «إن النقاش الدائر اليوم حول اللائكية هو نقاش مستورد (....) ومن ثمة فنحن نرى أن طرح مفهوم اللائكية لا ينسحب على مجتمعنا (...) إن مفهوم اللائكية هو محل خلافات متواصلة في البلدان التي نادت لها. وموضع إعادة تجديد في مفاهيمه في تلك البلدان». وزاد الاقتباس إلى اللغة العربية في غموضه، ويعكس الجدل بين الاتجاهات المتباينة أن المبدأ البسيط المنادي بفصل الدين عن الدولة الذي بنيت على أسسه اللائكية مبدأ صعب التنفيذ في بلد مثل تونس حيث لا يمكن للدولة أن تسير ضدّ تيار تفرضه بعض التعاليم الأساسية لدين يعتنقه الشعب، وعوضا على اعتماد مصطلح اللائكية المستورد تقترح حركتنا تعويضه بمفهوم حياد الدولة. من مبادئ الحركة الإصلاحية التونسيّة الهوية التونسية تقصد الحركة الإصلاحية التونسيّة بخصوصية الهوية التونسيّة: «النتائج التي تمخّض عليها تاريخنا المجيد الضارب في الزمن بصفة متناسقة ومتناغمة. تاريخنا الذي خلق نسقا مجتمعيا صهر في بوتقة حضارية، تضرب بعروقها في تربة حضارات متعددة منها الشرقية، الفينيقية، والعربية، والإسلامية، والتركية ومنها الغربية: رومانية واندالية، إسبانية، وفرنسية. لقد تلاقحت تلك الحضارات ونمت وازدهرت فوق أرضية ثقافية أثنية أنتجتها الحضارة اللوبية البربرية التي كانت تغطي المشهد الجغرافي لتونس اليوم». وتعتبر الحركة نفسها منحدرة من هذا المسار التاريخي وتؤكد على طبيعة الشخصية التونسية المتميزة التي تختلف عن شخصيات الأمم الأخرى بطباع ومعطيات موضوعية لا سبيل لإنكارها. النظام الجمهوري تمّ بناء هيكل الدولة التونسية عبر العصور، تدريجيّا وذلك انطلاقا من دولة أسسها الفينيقيون وزودوها على ضفاف قرطاجنة منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة. وقد غطت الدولة المركزية طيلة تلك العصور المشهد الجغرافي الحالي للبلاد التونسية، بيد أن الدولة لم تصبح تونسية فعلا إلا بعد الاستقلال سنة 1956. وقد كان المجلس التأسيسي، وقتئذ، تواقا لتونسة كاملة للدولة جاعلا منها المؤسسة العضوية الرئيسية التي سينبثق من حولها الإصلاح المفروض في منطق التكافل بين خصوصيات مكونات الشعب التونسي، ووعي الضرورة المفروضة لبناء دولة عصرية. وتصبو حركتنا إلى أن تنصهر في صلب منظومة هذه الفلسفة لمفهوم الدولة، بيد أنها ترى لزاما عليها أن يتناغم ذلك المفهوم مع القيم المؤسسة للجمهورية كرمز للحكومة، وكديدن ينظم الحياة العمومية وسلوك المواطن.