لأن الصدف تلعب أحيانا دورا حاسما في حياة الفرد فإن احتجاب جناح النادي الإفريقي زهير الذوادي عن تشكيلة فريقه خلال الآونة الأخيرة فتح الأبواب على مصراعيها أمام اللاعب الصاعد وجدي المشرقي. المدرب السابق للأحمر والأبيض اليعقوبي منحه فرصة الالتحاق بالفريق الأول وحثه على المضي في طريق التألق والشهرة... وهذا يذكرنا بما حدث في نهائيات كأس العالم بالشيلي عام 1962 عندما تعرض أسطورة القدم البرازيلية «بيلي» إلى إصابة أبعدته عن تشكيلة منتخب بلاده ومع ذلك فقد تمكن المدرب «موريرا» من إيجاد البديل في شخص «أماريلدو» وأحرز المنتخب البرازيلي على اللقب وهو ما يقيم الدليل على أنه لا يوجد أي فريق في العالم بإمكانه أن يتوقف على خدمات لاعب بعينه حتى وإن تعلق الأمر بأحد أفضل اللاعبين في العالم كما هو الشأن بالنسبة إلى «بيلي»... كانت جماهير الإفريقي تعتقد أنه سيكون من الصعب جدا تعويض اللاعب المميز زهير الذوادي إلى أن أعلنت المقابلات الأخيرة للفريق عن ميلاد نجم جديد وهو الشاب وجدي المشرقي (من مواليد 5 جون 1991). «الشروق» تحدثت إلى المشرقي فاعترف أنه تأثر في أدائه بزميله الذوادي، وقد أكد لنا المشرقي ما يلي: «أريد في البداية أن أعترف بالجميل لمدرب فريق الآمال فوزي الرويسي وكذلك مساعده صابر بن جبرية بحكم المساندة الكبيرة التي وجدتها من قبل هذا الثنائي وذلك قبل أن يمنحني المدرب قيس اليعقوبي فرصة اللعب مع الفريق الأول علما أن تأخر موعد ظهوري مع أكابر النادي الإفريقي كان بسبب التزاماتي الدراسية كما أنني تعرضت إلى إصابة في بداية هذا الموسم». نعم تأثرت بالذوادي وأقلد بعض حركاته ويضيف المشرقي قائلا: «أحاول في الوقت الحالي أن أستعيد جميع مؤهلاتي البدنية وسأكون بذلك قادرا على تقديم مردود أفضل وأعترف بأنني كنت متأثرا بزميلي زهير الذوادي ولا أجد حرجا في تقليد بعض الحركات الفنية المعينة التي يقوم بها أثناء المقابلات خاصة منها تلك المتعلقة بطريقة التوغل في مناطق الفريق المنافس لكنني أؤكد في المقابل أنه ليس بإمكاني تعويض الذوادي بين عشية وضحاها بالرغم من أنه كان أشاد في أكثر من مناسبة بخصالي الهجومية وبما أننا بصدد الحديث عن الهجوم فإنني متأثر كثيرا باللاعب الهولندي روين».