تباينت ردود الفعل الدولية حيال الخطوات الاصلاحية التي اتخذها النظام السوري مؤخرا، ففيما قللت واشنطن من أهميتها داعية الرئيس بشار الأسد الى الاختيار بين الاصلاح او الرحيل رحبت موسكو وأنقرة بها مشددتين على أهمية الدخول في مسار اصلاحي شامل. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن بشار الأسد لم يقم بإصلاحات جدية وموقف نظامه يصعب تقبله يوما بعد يوم. وفي أوضح تلميح الى إمكانية مطالبة الرئيس السوري بالتنحي ذكّرت كلينتون بأن أوباما خيّر مؤخرا الأسد بين قيادة عملية الانتقال الى نظام ديمقراطي أو الرحيل. وقالت، كل يوم يمر، يصبح تقبل موقف الحكومة السورية اكثر صعوبة ومطالب الشعب بالتغيير اكثر قوة. في المقابل رحب وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بإعلان سوريا عن العفو العام مشيرا الى ضرورة تحقيق اصلاحات تعزز الثقة بين الشعب والحكومة. وشدّد أوغلو على أن بلاده تعلّق أهمية كبرى على الاستقرار في سوريا معربا عن أمله في أن يكون قرار العفو العام خطوة أولى لإصلاح شامل من جهتها، أعرب سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي عن أمله بأن لا تتخذ المعارضة السورية موقفا غير مرن حيال اجراءات الأسد. وقال لافروف ان الأسد قام في وقت سابق بنشر مشروع التعديلات التي ستدرج في الدستور السوري وتعدّ هذه الخطوة جدية ونعوّل على ان المعارضة ستنظر اليها بمثابة الدعوة الى الحوار. من جهتها، أفرجت السلطات السورية أمس عن مئات المعتقلين السياسيين. كما شكل الرئيس الأسد هيئة لوضع الأسس لحوار وطني في البلاد التي ستكون من مشمولاتها تحديد آلية العمل والبرنامج الزمني المقرر للحوار. وتتألف الهيئة من فاروق الشرع وعدد من الكتّاب والأكادميين والناشطين الحقوقيين.