رهن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو نتيجة زيارته إلى دمشق «بخطوات ملموسة» على طريق الاصلاح الذي توقع أردوغان حدوثه في غضون 15 يوما... رفض وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة عقب عودته من دمشق مساء أول أمس الخوض في تفاصيل محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد وما تمّ الاتفاق عليه بين الجانبين، لكنه أشار إلى أن النقاش كان مفصلا ودقيقا في كل شيء. أيام حرجة وشدّد أوغلو على أن مسار المرحلة المقبلة في سوريا مرهون بالخطوات التي ستتخذ في الأيام المقبلة وليس الأشهر ووصف الأيام المقبلة بأنها حرجة. وفي هذا السياق أشار إلى أنه من المهم عدم مواجهة الشعب مع الجيش وعدم تكرار ما حدث في مدينة «حماة». كما أكد أوغلو ضرورة أن تعكس تلك الخطوات إرادة الشعب السوري مشيرا الى أنه أوصل الى القيادة السورية رسائل تركية من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس عبد اللّه غول ونفى نقل أي رسائل أخرى إلى دمشق. وفي المقابل أبلغ الرئيس السوري الوزير التركي بأن بلاده لن تتهاون في ملاحقة الجماعات الارهابية المسلحة من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية. وذكرت الوكالة أن الأسد أبلغ أوغلو أيضا بأن سوريا مصممة كذلك على استكمال خطوات الاصلاح الشامل التي تقوم بها وهي منفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة على هذا الصعيد ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سورية أن الأسد عقد ثلاثة اجتماعات مع أوغلو أحدها مغلق وإثنان موسعان بحضور وفدي البلدين واستمرّت الاجتماعات ست ساعات. وقد أكد أوغلو أن اجتماعه المغلق مع الأسد استمرّ ثلاث ساعات. وتأتي محادثات أوغلو مع الأسد في محاولة تركية لاقناع القيادة السورية بكبح جماح استخدامها للقوة العسكرية ضد المتظاهرين وقد رأى محللون أتراك أنّ تركيا ستلعب دورا حاسما في الأزمة السورية بعد زيارة أوغلو. «سيف» العقوبات من جانبها أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تجري مفاوضات مع شركائها من أجل تشديد العقوبات المفروضة على نظام الأسد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نالاند إنّ واشنطن تشعر بأسف عميق لكون الأسد لا يسمع كما يبدو صوت الأسرة الدولية الذي لا ينفك يعلو وصوت قلق يزداد في حدّته ومداه وفي عدد الدول التي تعلن عن مواقفها وأضافت أن الادانة السياسية تتزايد مذكرة بأنّ الولاياتالمتحدة سبق أن فرضت على غرار دول أخرى عقوبات شديدة على نظام الأسد ومسؤولين في نظامه. وقد تزامن هذا الموقف الأمريكي مع دعوة روسيا سوريا الى وقف العنف وإجراء اصلاحات سياسية واجتماعية واسعة النطاق. وقال بيان أصدرته الخارجية الروسية عقب لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو إنّ الجانب الروسي أكد ضرورة إجراء حوار سوري بناء وشامل من أجل تسوية الوضع سلميا من قبل السوريين أنفسهم ودون أي تدخل خارجي. من جانبه التقى المعلم أمس وفدا من جنوب افريقيا والبرازيل والهند أكد خلاله أن ما تتعرض له دمشق يهدف الى الضغط على قرارها المستقل. ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن امرأة قتلت وأصيب 3 أشخاص بنيران الجيش السوري في بلدة «سرمين» بمحافظة أدلب أمس. كما تحدث في الوقت نفسه عن سماع أصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات صباح أمس في دير الزور شرقي سوريا.