شهدت المنطقة السقوية بجهة وادي مليز رغم أهميتها واتساع رقعتها ركودا منذ منتصف تسعينات القرن الماضي جراء عزوف الفلاحين عن تعاطي نشاط الزراعات السقوية بسبب المديونية وارتفاع أسعار مياه الري التي اعتبرها الفلاّح مجحفة نتيجة تآكل وقدم القنوات التي أصبحت بفعل هذا الوضع في حالة غلق بعديد المناطق وهو وضع يتطلب اعادة النظر في المسألة حتى تستعيد المنطقة السقوية دورها. ولعل بداية التدخل لتعهد المنطقة السقوية يبدأ بإعادة تركيز خطوط قنوات الري وفق مواصفات عالمية تضع في الاعتبار توسيع قطر القنوات أولا بما يمكّن من توزيع كميات أكبر لمياه الري ثم ثانيا تزويد الآبار العميقة بمضخّات ومحرّكات دفع ذات قوة عالية والسعي ثالثا الى التنقيب بهدف ايجاد آبار عميقة جديدة قادرة على خلق حلول اضافية وتوفير كميات أكبر من مياه الري والحال ان منطقة وادي مليز تحتوي مائدة مائية هامة تقول بعض الدراسات ان تركيز آبار عميقة جديدة أمر ممكن، أما التعهد الآخر فيتمثل في اعادة تهيئة المسالك الفلاحية التي أصبح حالها سيئا وعطّل مصالح الفلاحين عند نقل منتوجاتهم وجلب البذور والأسمدة وغيرها من العمليات اليومية في نشاط الفلاحين. أما المسألة الاخيرة التي تنضاف الى بقية التعهدات فتشمل ضرورة مراجعة معاليم مياه الري وطريقة التسديد بما يشجع الفلاح على النشاط ويبعد عنه هاجسي المديونية والقطع ويجعله ينخرط من جديد في نشاط الزراعات السقوية في أفضل الظروف.