شب فجر يوم أمس الخميس بصفاقس حريق هائل بمصنع ومخزن للحشايا لم يخلف خسائر بشرية لكنه خلف خسائر مادية هامة لم تتحدد قيمتها الحقيقية بعد . ألسنة الحريق اندلعت شرارتها الأولى في حدود الساعة الرابعة من فجر يوم أمس بمصنع ل«الجراري» الواقع بطريق المهدية كلم 10، وقد ارتفعت النيران في 3 مخازن للحشايا كانت تضم كمية هامة من هذا المنتوج المعروف كيميائيا بسرعة التهابه و تفاعله مع النيران. النيران التي اشتعلت فجرا تزامنت مع نزول كميات كبيرة من الأمطار شهدتها مدينة صفاقس طيلة ليلة أول أمس، وقد صاحبت الأمطار رياح عاتية وصواعق جوية قل و ان استمع الأهالي لصواعق في قوتها وحجمها. ويبدو ان مجموع هذه العوامل المناخية مع طبيعة تركيبة الحشايا كيميائيا وسرعة التهابها تفاعلت فيما بينها لترتفع ألسنة اللهب عاليا لوقت طويل و تحول ظلمة الساعات المتأخرة من الليل إلى نور ساطع بطريق المهدية بصفاقس و المناطق المجاورة. ولئن لم تتحدد أسباب الحريق، إلا أن بعض الروايات تتحدث عن الصواعق الجوية التي سجلتها صفاقس بصورة غير مسبوقة وهو احتمال نورده باحتراز شديد في انتظار ما ستكشفه الأبحاث التي انطلقت لحظة الحادثة. ضخامة الحريق جعلت ألسنته تتواصل من الرابعة فجرا إلى حدود الساعة الحادية عشرة و النصف من صباح يوم أمس، وقد تدخل أعوان الحماية المدنية ببعض الولايات القريبة لمعاضدة مجهود زملائهم بالحماية المدنية بصفاقس الذين بذلوا مجهودات كبيرة لتطويق ألسنة اللهب التي أتت على كل ما تتضمنه المخازن الثلاثة من حشايا و مكوناتها. ومع الحشايا، أتت النيران حسب مصادرنا على الجدران والأسقف، وقد تصدع بعضها وسقط البعض الآخر مع تأجج النيران وارتفاعها عاليا. الجهات الأمنية بصفاقس فتحت تحقيقا في الموضوع و وضعت كل الإحتمالات مفتوحة في انتظار ما ستكشفه التحقيقات في هذا الحريق الذي و الحمد لله لم يخلف خسائر بشرية ..