توقع المجلس الانتقالي الليبي الممثل السياسي للثوار الليبيين سقوط نظام القذافي خلال أيام فيما اتهمت الأممالمتحدة قوات القذافي وعناصر المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم حرب خلال قتالهما الدامي المستمر منذ ما يزيد على 3 أشهر، ويأتي هذا الاتهام وسط تأكيدات بأن نجاة القذافي أصبحت مستبعدة بعد رفضه للوساطة الافريقية الأخيرة. وتعرضت العاصمة الليبية طرابلس مجددا الى غارات جوية ليلية حيث سمع دوي ما لا يقل عن 12 انفجارا قويا. وقال الحلف الأطلسي إنه استهدف في منطقة طرابلس مستودعا للسيارات وقاذفة صواريخ أرض جو في ضواحي «مزدة» 180 كلم جنوبطرابلس ومستودع ذخيرة ونظام «رادار» في «هون» على بعد 500 كلم جنوب شرق العاصمة الليبية. أيام قليلة بدوره، قال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إنّ الثوار سيضعون حدّا للمعارك خلال الأيام القليلة القادمة وسيسيطرون على طرابلس وسينهون «حكم القذافي». وأضاف «الثوار يتسلحون بالصبر والشجاعة والاصرار على تحقيق المراد، ومن ثمّة فقد تشهد الأيام القادمة المزيد من الانجازات في هذا الشأن». وأشار الى أنّ كل من ينشق عن القذافي سيكون في مأمن وكل من يبقى يقاتل في صفه فدمه مهدور. واعتبر أن اللجوء للحلّ العسكري ضروري في حال بقاء القذافي في الحكم مشددا على ان الثوار يساندون أيّ حل يحقن الدماء الليبية ويعجل برحيل القذافي وأبنائه. واتهم عبد الجليل بتسريب عناصر من القاعدة وأسلحة من الحدود الجنوبية والغربية ليخيف الغرب من خطر «القاعدة» وكان المجلس الانتقالي قد أدان الاعتداء التفجيري الذي حصل الليلة قبل الماضية في بنغازي أمام فندق «تبسي» قبلة الوفود الديبلوماسية والاعلامية متهما النظام الليبي بالوقوف خلف الهجوم الذي تم بواسطة سيارة مفخخة. وذكرت مصادر إعلامية قريبة من الثوار أنه تمّ القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في الانفجار. ونقلت عن مصدر أمني قوله إن اللجنة الأمنية الموحدة تمكنت من إلقاء القبض على هؤلاء الأفراد عند منطقة «دريانة»، 35 كيلومتر شرق بنغازي. اتهامات للطرفين في هذه الأثناء أعلن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أن لجنة لتقصي الحقائق في ليبيا خلصت الى أن كلا من قوات العقيد معمر القذافي وقوات القذافي ارتكبت جرائم حرب في ليبيا. وقال المجلس في البيان إن لجنته خلصت الى ان قوات القذافي ارتكبت جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب مضيفا أنها لم تتلق تقارير تذكر بشأن ارتكاب جرائم دولية على يد قوات المعارضة غير أنها وجدت بعض الأفعال التي تمثل جرائم حرب. وذكر البيان أن تقرير اللجنة قام على مقابلات مع 350 شخصا في شتى أنحاء ليبيا وآلاف الصفحات من الوثائق والصور ومئات من تسجيلات الفيديو. تنديد روسي وورقة جزائرية من جانب آخر، قال سيرغي لافروف ووزير الخارجية الروسي إن تمديد «الناتو» لمهمة عملياته ثلاثة أشهر أخرى لن يخدم قضية التسوية في ليبيا. وأضاف بالقوة لن نتوصل الى أية نتيجة يجب البحث عن سبل الوقف الفوري لسفك الدماء والانتقال الى الطرق السياسية لحل الأزمة وذلك لنتمكن من الاتفاق على المبادئ التي سنبني على ضوئها ليبيا الجديدة. من جهتها دعت الجزائر الى حوار جامع في ليبيا بمشاركة كل الأطراف من أجل التوصل الى تسوية سلمية للأزمة مقترحة خطة من سبع نقاط. وقال عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية إن الجزائر على اتصال مع كل الأطراف الليبية وإنها تدعم خريطة طريق الاتحاد الافريقي مع التوصية بوقف الاقتتال والدخول في حوار جامع والتكفل بالجوانب الانسانية وقيام الليبيين بوضع مؤسسات تستجيب لتطلعاتهم من خلال انتخابات حرة.