شنّت مقاتلات «الأطلسي» أمس هجمات عنيفة وكثيفة على العاصمة الليبية طرابلس مواصلة الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية على نظام العقيد الليبي معمر القذافي الذي جدد رفضه لدعوة مجموعة الثماني القذافي الى الرحيل فيما أكدت المعارضة المسلحة قبولها بعدم ملاحقة العقيد في حال مغادرته البلاد الى دولة افريقية خاصة بعد ان أعلنت موسكو رفضها استقباله وشددت واشنطن على ضرورة محاسبته. وقالت وكالة «رويترز» للأنباء ان حلف شمال الاطلسي شنّ ظهر أمس غارة جوية نهارية وهو الأمر النادر وقوعه على العاصمة طرابلس مشيرة الى أنها أحدثت انفجارا قويا ودويا ضخما. مزدة تحت نار الأطلسي وذكر التلفزيون الليبي ان بعض الغارات سببت أضرارا بشرية ومادية قرب بلدة «مزدة» جنوبطرابلس. وكان «الناتو» قد أعلن نشره لمروحيات هجومية من نوع «أباتشي» وانها ستشارك في الحملة الجوية على ليبيا. كما يأتي هذا التصعيد العسكري «الاطلسي» مع سيطرة المعارضة المسلحة على مدينة «ككلة» في الجبل الغربي عقب معارك خاضوها مع قوات القذافي هناك. وبالتزامن مع تقدم الثوار، قالت مصادر إعلامية مطلعة ان مجموعة مؤلفة من 43 ليبيا من المدنيين والعسكريين وصلوا الى تونس على متن سفينتين. وأشارت الى ان المجموعة منها عسكريون يحملون رتبا عالية، مرجحة انشقاقهم على النظام الليبي. وكان ما يسمى: «بالمجلس العسكري بمدينة طرابلس» دعا قوات الامن الليبية الى الانضمام الى الثورة وقيادتها العسكرية والسياسية حتى تتم الاطاحة بنظام القذافي. ارحل... من جهته، عبّر المجلس الانتقالي الليبي عن استعداده لغضّ الطرف عن احتمال موافقة احدى الدول الافريقية على استضافة العقيد معمر القذافي وذلك حقنا للدماء وإنهاء لأزمة سياسية وعسكرية في ليبيا استمرت نحو 3 أشهر. ونقلت جريدة «الشرق الأوسط» أمس عن مصادر في المجلس الانتقالي قولها ان مسؤولي «الانتقالي» قد يتعهدون بعدم ملاحقة القذافي إذا قرر الخروج مع أسرته وكبار مساعديه للإقامة في احدى الدول الافريقية غير الموقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية. وأضافت ان المجلس ليس مستعدا للجلوس الى مائدة المفاوضات يكون فيها القذافي حاضرا بأية صفة وأنه لو قرر الخروج نهائيا من ليبيا والتخلي عن السلطة فإن الثوار لن يسعوا الى استعادة القذافي او مقاضاته. واعتبرت انه في حال اصرار القذافي على التمسّك بالحكم وتحديه إرادة الليبيين والمجتمع الدولي فإنه ليس هناك من خيار آخر أمام الثوار سوى الإجهاز على القذافي وقواته العسكرية. رفض لقرارات الثماني في المقابل، أعلن النظام الليبي انه غير معنّي بقرارات قمة مجموعة الثماني التي دعت القذافي الى الرحيل. وقال مساعد وزير الخارجية خالد الكعيم إن القمة قمة اقتصادية... وأية مبادرة لحل الازمة في ليبيا ينبغي ان تكون في إطار الاتحاد الافريقي. وعن عرض الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف القيام بوساطة في النزاع الليبي علق الكعيم «لم نطلع بعد على الموقف الروسي بشكل رسمي ونحن بصدد الاتصال بالحكومة الروسية للاستفسار عن المعلومات الواردة في الصحافة». وأضاف: «لن يستطيع احد ان يملي على الليبيين مستقبلهم السياسي واي قرار سياسي في البلاد لا يعني سوى الليبيين. وأكد زيارة رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الى ليبيا يوم غد الاثنين من دون توضيح ما إذا كان سيتطرق الى مسألة رحيل العقيد أم لا. من جانبها رأيت واشنطن انه يجب محاسبة القذافي وعليه ان لا يتوقع معاملة خاصة. وأضافت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها نريد تنحي القذافي وحدوث انتقال سلمي وديمقراطي. وأشارت الى أنها تعتقد بأن روسيا قادرة على المساعدة في إنهاء الازمة الليبية. وكانت موسكو قد أعلنت الليلة قبل الماضية عن ارسالها مبعوثها الخاص للشؤون الافريقية ميخائيل مارغيلوف الى بنغازي.