اعتصم عدد من أصحاب سيارات التاكسي بجزيرة جربة تعبيرا عن احتجاجهم لما يشهده القطاع من فوضى وتهميش أدى إلى تداخل عدة أطراف خارجية في المهنة ومما زاد الأمر سوءا هو قرار السلط الجهوية بمدنين مؤخرا إسناد عدد جديد من الرخص دون مراعاة الظروف المهنية لأصحاب القطاع أوأخذ بعين الاعتبار هشاشة الظرف الحالي وما يتميز به من ضعف الموسم السياحي . ويفوق حاليا عدد سيارات التاكسي بجربة ال 700 سيارة تتجول جميعها في جزيرة لا يتجاوز عدد سكانها 150 ألف ساكن موزعين على مساحة 514 كلم مربع أكثر من ثلث هذه المساحة غير آهل بالسكان فيقتصر عمل التاكسي على المدن الثلاث بالجزيرة وعلى الشريط السياحي الذي يبلغ طوله 30 كلم ، ظروف جغرافية وبشرية جعلت طوابير السيارات في محطات التاكسي تصل إلى عشرات الأمتار ترقبا لحريف أو سائح قد يطول انتظاره في ظرف أزمة سياحية خانقة هي الأقوى منذ عدة سنوات في هذا الوقت بالذات ارتأت السلطة الإشراف بولاية مدنين على توزيع دفعة جديدة من الرخص المهنية لسيارات التاكسي في خطوة اعتبرها البعض حلا مؤقتا للتقليص نظريا من البطالة والتخلص من أعباء أصحاب المطالب المتزايدة للبحث عن العمل ، قرار ووجه برفض شديد من قبل أصحاب السيارات الذين يهددون بالدخول في إضراب مفتوح والتفريط في عدد كبير من المهنيين (سواق التاكسي ) الذين يبلغ عددهم أكثر من 2000 سائق كما عبروا عن تذمرهم الشديد لتداخل عدة أطراف في القطاع كالنقل العشوائي بواسطة عدد من السيارات الخاصة والنقل السياحي من تاكسي سياحي والدراجات وخاصة الدراجات ذات الأربع عجلات ( كواد ) التي لا تلتزم بمسالكها السياحية وتتحول إلى وسيلة نقل بين مختلف نقاط الجزيرة . وتحدث المحتجون كذلك عن عدة صعوبات تواجه القطاع وساهمت في تهميشه وتراكم مشاكله منذ عدة سنوات كالغلاء في أسعار المحروقات والضريبة على السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي وارتفاع تكاليف التأمين كما طالبوا بإعادة النظر في أسعار السيارات المستوردة ومراجعة المدة القصوى للفحص الفني وتشريك ممثلين عن أصحاب سيارات التاكسي في اللجان الجهوية التي تعقد بمقرات الولاية للنظر والتشاور في كل ما يهم القطاع . في المقابل كان لعدد آخر من أصحاب المهنة رأي مخالف فقد عبر السيد سمير بحرون وهو صاحب سيارة تاكسي عن استغرابه من إثارة هذه الأزمة فهولا يرى مانعا من إسناد رخص جديدة لمن يستحقها من المعطلين عن العمل في إطار النزاهة والشفافية وحسب مقاييس موضوعية لممارسة الشباب حقّهم في العمل للعمل في قطاع كان لسنوات طويلة حكرا على الموالين للحزب الحاكم واقترح كذلك بهيكلة النقل العشوائي بدمجهم في منظومة النقل الريفي وذلك لصالح المواطن وسلامته . أما السيد المكي التنازفتي وهو الآخر صاحب سيارة تاكسي فقد طالب بتأهيل شامل وإعادة هيكلة لكامل مشمولات المهنة بدلا من إضافة رخص جديدة تزيد في تهميش القطاع حيث يوجد أكثر من 50 رخصة أصحابها عمال بالخارج وعلى ذمة عدد آخر من المتقاعدين من قطاعات مختلفة بالإضافة إلى قضية إيجار الرخص التي أثارت جدلا كبيرا كما طالب سائقي التاكسي بالالتزام بالقانون وخدمة المواطن مهما كانت المسافة والتحلي بآداب المهنة من أناقة الهندام وحسن معاملة وتقديم المعلومة الصحيحة للسياح خاصة الأجانب منهم .