هل يقع تنظيم حفل افتتاح بطولة العالم لكرة اليد التي ستجرى في تونس خلال العام المقبل في قاعة سينما الكوليزي بالعاصمة؟! تساؤل طرحه في الحقيقة، واحد من العاملين في الحقل السينمائي لم يفهم إلى الآن أسباب اختيار فضاء القبة أو قصر الرياضة بالمنزه، لتنظيم حفل افتتاح الدورة العشرين لأيام قرطاج السينمائية التي ستنتظم في تونس من 01 إلى 09 أكتوبر المقبل. وعلّق هذا الأخير: إذا كانت وزارة الثقافة والشباب والترفيه قد اختارت القبة لتنظيم حفل افتتاح أيام قرطاج السينمائية، قإنه من المتوقع أن تختار وزارة الرياضة قاعة سينما الكوليزي بالعاصمة لتنظيم حفل افتتاح بطولة العالم لكرة اليد. وهناك حتى من علّق على اختيار المسرح البلدي بالعاصمة لتنظيم حفل اختتام أيام قرطاج السينمائية، فان المهرجان في هذه الدورة سيقع اختتامه بأيام قرطاج المسرحية، وربما يقع دمج المهرجانين في المستقبل في مهرجان واحد! وفي الواقع كثرت التعاليق على الدورة العشرين لأيام قرطاج السينمائية، منذ تسرّب خبر اختيار قصر الرياضة بالمنزه لتنظيم حفل الافتتاح الذي كان يجري دائما في قاعة سينما الكوليزي. والواضح أن الضحية في هذا الخيار، هي قاعة الكوليزي التي ظلت لوقت طويل تعرف باسم «ملكة القاعات» تأتي بعدها كل القاعات الموجودة بالعاصمة.. وإذا كان هذا الخيار له ما يبرره في الواقع، نظرا لأن القاعة المذكورة فقدت بريقها ورفاهيتها، ورونقها بسبب الاهمال وعدم الصيانة من أصحابها، إلا أن هذا لا يمكن أن يعطي الحق كاملا، لأصحاب الخيار لأن مكان السينما هو السينما مهما اختلفت الأنشطة... فالخيار صائب من ناحية البحث عن الفرجة، والاحتفال اللذين يتطلبان فضاء أرحب مثل القبة، ولكن هناك رونق السينما أيضا، و»النوستالجيا».. و»الذاكرة الجماعية».. وشارع الحبيب بورقيبة الذي يبقى الشارع السينمائي الوحيد في البلاد.. ومثل هذه التظاهرات تساهم في تنشيطه، والتعريف به وبتونس عموما. كان من الأفضل إصلاح وتهيئة «قاعة الكوليزي» التي تعوّد عليها الجمهور والسينمائيون والضيوف. وكان بالامكان صرف المبالغ التي وقع تخصيصها من أجل تهيئة قصر الرياضة بالمنزه لاحتضان حفل افتتاح المهرجان على القاعة المذكورة خصوصا وان كليهما من أملاك الدولة.. إذ أن تهيئة قاعة سينما وإصلاحها يبقى في كل الحالات أهم وأفضل بكثير من تهيئة فضاء آخر غير سينمائي، ستنتهي مدة صلاحيته بمجرّد انتهاء المهرجان. أيهما أفضل: إصلاح قاعة سينما تبقى صالحة على الدوام، ويمكن أن يستمتع بها الجمهور، أم تهيئة فضاء رياضي لا يتجاوز مدة صلاحيته أو استغلاله للسينما تسعة أيام؟!... الأكيد قاعة السينما اللّهم إذا كانت هناك نيّة في استغلال احدى قاعات السينما لافتتاح بطولة العالم لكرة اليد؟!