«الشروق» مكتب الساحل: بعد السباحة تدخل الكرة الصفراء تونس في سجل أعلى الألقاب العالمية من خلال مشاركة متميزة في أكبر المحافل الدولية للبطلة التونسية أنس جابر. أنس تحصلت على هذه الكأس متحدية جميع العوائق بدءا بظروف ممارسة هذه اللعبة بتونس مرورا بالاصابة التي تعرضت لها وصولا الى المستوى الرفيع والمحترف بمختلف شروطه للمتنافسات اللاتي التقت بهن، عن هذا التتويج التاريخي ومختلف جوانبه تحدثت أنس في حوار ل«الشروق» التي كانت أول من التقتها عند وصولها الى مقرّ سكناها حوالي الساعة الثانية صباحا من يوم الاثنين وهذه التفاصيل. أنس جابر ودورة 2011 ل«رولان غاروس» ما الذي تغير في سنة واحدة؟ بلوغي الدور النهائي السنة الفارطة كان له التأثير الكبير في حرصي على تخطيه هذه السنة فدخلت الدورة بأكثر شحنة بحكم حسرتي على التفريط في لقب الدورة الفارطة، تخوّفت في الأول من أن لا أسترجع جاهزيتي بعد الاصابة التي تعرضت إليها ولكن تجاوزت ذلك، اضافة الى أنني تخلصت من مسألة ضغوطات الدور النهائي بعد تجربة السنة الفارطة فوجدت نفسي ألعب بأكثر أريحية وثقة في النفس والحمد للّه كان اللقب من نصيبي. في حوار جمعنا السنة الفارطة ذكرت أن النهائي لو يعاد ستفوزين بهذه الدورة رغم أنك لم تتوقعي ذلك، فهل كنت تنتظرين هذه السنة بلوغ هذا الدور في درجة أولى والفوز به في درجة ثانية؟ كان هدف الدورة الفارطة بلوغ الدور ربع النهائي وهذه الدورة صممت لا على بلوغ النهائي فحسب بل الفوز باللقب بعد أن كنت السنة الفارطة قاب قوسين من بلوغ ذلك، والهدف ليس بالضرورة أن يقتصر على مرحلة بل يمكن أن يشمل تعديل مسائل فنية وقد كنت حقيقة متأكدة من الفوز. نفهم أن هدف هذه السنة هو بطولة الدورة؟ نعم، أنا التي حدّدت لنفسي هذا الهدف، «مع روحي» قلت سأفوز بهذه الدورة. هل كان منبع هذا الهدف فنيا ومبنيا على ثقة بالنفس وإيمان بامكانياتك أم كان مجرّد طموح؟ لا، كان هدفا مشروعا مبنيا على أمور فنية كنت متأكدة من جاهزيتي وامكانياتي للفوز باللقب. لماذا كان هدفا شخصيا ألم يكن نفس الهدف الذي رسمه مدربك؟ للمدرب نظرة أشمل تتعلق بالجوانب الفنية والبدنية ولا يحصر الأمور في النتائج، فقد أشار لي بأشياء فنية أخرى قد تساعدني بعد دورة «رولان غاروس». فنيا كيف تقيمين دورة هذه السنة؟ على مستوى المنافسات كانت الدورة الأصعب مقارنة بالسنة الفارطة حيث وجدت سهولة وهذه السنة بذلت كل ما في جهدي فوفقني اللّه. من من اللاعبات شكلن لك منافسة «شرسة»؟ منافستي في الدور النهائي مونيكا بويغ لعبت جيدا «قلقتني شوية» وأيضا كارولينا قارسيا التي لعبت معها الدور نصف النهائي ولكن بقية المقابلات لم تكن صعبة. كيف تتعاملين مع الأسماء الكبرى؟ أتعامل مع مقابلات وجوانب فنية بالأساس واستمد من اجتهادي في عملي ثقتي بامكانياتي واعتبر نفسي في نفس الحظوظ مع من أتبارى معها، الشأن الذي حدث في الدور النهائي رغم عامل الجمهور وقيمة المنافسة تمكنت من الضغط على منافستي وكان الفوز حليفي. ماهي أصعب الفترات التي مرّرت بها في هذه الدورة؟ في الدور نصف النهائي وفي فترة خلال الدور النهائي هل أحسست فيهما بأن اللقب كاد يهرب منك؟ في «السات» الثانية من الدور نصف النهائي ولكن سرعان ما سيطرت على المقابلة وفي الدور النهائي أيضا أحسست أن اللقب سيطير مني خاصة عندما كنت منهزمة 4 مقابل 2 وتمكنت منافستي من الكرة السابعة حينها صمدت (تأثرت...)، لا أريد أن أتذكر تلك اللحظات... (تجاوزت التأثر بضحكة). كيف كان التفاعل في فرنسا مع تتويجك هذا؟ الجمهور ساعدني كثيرا وأينما ألتفت أرى العلم التونسي مما زاد في شحنتي وقوى عزيمتي اضافة الى أن النشيد الوطني أثر فيّ كثيرا «موش لازم انكملك باش حسيّت». هل كان للثورة التونسية مساهمة في تتويجك هذا؟ (تضحك)، نعم ساعدتني الثورة معنويا. ماهي توقعات وتفاعلات الاعلام الفرنسي والعالمي قبل وبعد المباراة؟ «كانت ماشية معايا برشة»، ومن سلم لي الكأس قال لي «نحن فخورون بك وفرحانين لتونس»، وغيرها من عبارات الشكر والثناء. أي مكانة وضعك فيها الاعلام الرياضي العالمي المختصّ؟ السنة الفارطة استغربوا من وصولي الى النهائي ولكن هذه السنة أخذوا الأمور بجدية وبصفة عادية وتسلطت علي الأضواء أكثر. هل شعرت في فترة من فترات المقابلة أن منافستك استسهلتك؟ لا، بالعكس ففي كرة المضرب لا مجال للاعب أن يحتقر آخر فمنافستي سبق أن لعبت معي ونعرف بعضنا جيدا. كيف تقيّمين نتائجك في دورات أخرى والتي لم تتعد فيها الدور ربع النهائي بالنتائج التي تحصلت عليها في دورتي «رولان غاروس»؟ ربما لا أجد «الفورمة» إلاّ في «رولان غاروس» النتائج تبقى شيئا عاديا. هل تعتبرين تلك الدورات التي شاركت فيها مثل «ومبلدون» ودورة الولايات المتحدّة الأمريكية وغيرها أقوى من «رولان قاروس»؟ «رولان غاروس» تتميز بأجواء خاصة اضافة للحضور الجماهيري من تونس بحكم أن بقية الدول بعيدة فالمسألة معنوية بالأساس. ما الذي ميز «رولان غاروس» في هذه الدورة؟ استفدت كثيرا من مشاركتي السابقة وتوفقت في تخطي مختلف الصعوبات وتمكنت بفضل اللّه من التتويج. ماذا بعد «رولان غاروس»؟ سألعب أكثر ما يمكن في مستوى الكبريات حتى أحسّن من ترتيبي وسأحاول تقوية نسق التمارين شيئا فشيئا. حول موضوع الاحتراف في الخارج سبق أن عبرت لي أنك ضد الخروج من تونس، فهل بعد هذا التتويج العالمي لازلت مصرّة على البقاء؟ مبدئيا سأبقى في تونس وسأفكر في هذا الموضوع بعد اجتيازي لشهادة الباكالوريا أي بعد سنتين. أفهم أم الاصرار بدأ يلين وأصبحت فكرةالخروج مقنعة ومستصاغة بالنسبة إليك؟ ليس بصفة متأكدة، الفكرة مطروحة ولكن ليس الآن. أترك لك كلمة الاختتام؟ المسؤولية أصبحت الآن أكبر وأتمنى أن أواصل بنفس النجاح في مستوى الكبريات.