خرجت أمس مسيرة حاشدة بولاية قفصة تندّد بما تعرضت له معتمدية المتلوي من أعمال قتل وعنف وحرق وتخريب وتنادي بضرورة مساندة قوات الأمن لحماية المتساكنين وصيانة ممتلكاتهم وأرواحهم. وقد ضمّت هذه المسيرة التي جابت شوارع المعتمدية أعداء غفيرة من المواطنين والمحامين وأعوان الأمن رافضة كل الممارسات غير المسؤولة التي تضرّ بالبلاد وتعرقل سير عمل قوات الأمن في هذه الفترة الحرجة كما تجمهر عدد كبير من المتظاهرين أمام مقر الولاية مطالبين بضرورة إطلاق سراح الموقوفين جرّاء اعمال العنف التي شهدتها المنطقة حيث أكد السيد وليد بوزغاية كاتب عام النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بالمتلوي وعضو المكتب التنفيذي الوطني المؤقت أن الوضع الأمني الراهن بالجهة مستتب بفضل التعزيزات الأمنية المكثفة من جيش وحرس وشرطة مشيرا الى أنه تم ايقاف 105 أشخاص من كلا العرشين (أولاد بويحيى والجريدية) ممّن تسبّبوا في عمليات العنف التي شهدتها المنطقة الى جانب حجز عدد هام من الاسلحة البيضاء والخراطيش والمخدّرات وبنادق الصيد المهرّبة من القطر الجزائري خلال فترة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد التونسية في الفترة الأخيرة. وأكّد السيد وليد أن الجهود الامنية مكثفة لحماية الحدود التونسية سواء الجزائرية او الليبية من دخول أشخاص أو اسلحة تهدد أمن البلاد. وأرجع الأسباب الحقيقية للاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة المتلوي الى الظروف المعيشية الصعبة لشباب الجهة ماديا ومعنويا التي ولّدت يأسا في نفوسهم انجرّ عنه رفض للتواصل مع الآخر وخلقت حالة من الاحتقان خاصة بعد أيام 10 و11 و12 مارس الفارط تاريخ توزيع نسب الانتدابات بشركة فسفاط قفصة بين «العروش». هذه النسب زادت في حدّة التوتر بين مناطق الحوض المنجمي وأصبحت مسألة «عروشية» وتناحر في ما بينهم ليبلغ عدد القتلى في معتمدية المتلوي 13 قتيلا. وأوضح كاتب عام النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بالمتلوي أن فضّ النزاع بين العرشين والتوصل الى حل جذري لمثل هذه المشاكل لا يقتصر على دور قوات الامن فحسب وإنما لابد للمواطن من مدّ يد المساعدة لعون الأمن بتفهّمه وتعاونه لمجابهة كل ما من شأنه أن يعرقل مهمته في الحفاظ على أمن البلاد وحماية مصالح المواطنين هذا الى جانب دور الأحزاب والجمعيات والمنظمات في مساندة المؤسسة الامنية لتجاوز الأزمة وانتزاع بذرة الفتنة القائمة واستئصال هذا «الورم الخبيث» وذلك بمباشرتهم للوضعيات واتصالهم المباشر مع أهالي الجهة. وطالب السيد وليد بوزغاية الحكومة المؤقتة بضرورة التدخل الآلي لايجاد السبل الكفيلة للحد من هذه الممارسات وذلك بالمصالحة الجذرية للوضع الاقتصادي والاجتماعي للحوض المنجمي بصفة عامة ولمدينة المتلوي بصفة خاصة والأخذ بعين الاعتبار لمطالب شباب الجهة خاصة أن أعمال العنف التي شهدتها المنطقة صادرة عن فئة الشباب الذي يعاني من حالة نفسية سيئة بسبب البطالة والتهميش وقال: «ما يحز في نفسي أن يصل الشاب الى مرحلة التنكيل بالجثث». ولتسهيل عمل قوات الامن طالب السيد وليد من سلطة الاشراف تمكينهم من منظومة عملياتية أمنية تكفل وتضمن الحماية لأعوان وإطارات قوات الامن الداخلي اثناء آدائهم لمهامهم في مثل هذه الظروف الحاصلة في المتلوي خاصة أن البعض من الأعوان تعرّض الى الاعتداء من قبل المواطنين المتظاهرين هناك والذين كانوا مسلحين ببنادق الصيد فأصبح عون الأمن بين المطرقة والسندان أي بين تدخله وعدم وجود حماية له وبين عدم التدخل وحدوث ما لا يحسن عقباه من تخريب وقتل وحرق ولهذا لابد من وجود ضمانات قانونية تحمي عون الأمن لأداء واجبه.