لا نجد الكلمات حقا لنعبّر عن حجم لوعتنا فالكلمات تعجز أحيانا عن التعبير، الفاجعة كبيرة لأنها اختطفت منا فجأة واحدا من «أجمل» الزملاء وأحد الصحفيين الواعدين جدا بشهادة كل الإعلاميين والرياضيين الذين عرفوا زميلنا الرائع محمد الهمامي. رحل والبسمة لا تفارقه، رحل نظيف العقل والوجدان... كان أفضل منّا جميعا نحن الذين أقحمتنا هذه المهنة أحيانا رغما عنا في معارك دونكشوطية... كان محمد «طفلا» في حضرة صاحبة الجلالة... رأينا فيه تلك الصورة الأفلاطونية التي رسمناها في مخيلتنا ونحن نشق سنواتنا الأولى في عالم السلطة الرابعة... قلم واعد جدّا... خسرناه بل خسرته «دار الأنوار».. قبل ساعات قليلة من الرحيل التقيناه أمام مقر الجريدة.. كان سعيدا بإجراء حوار مع كاتب الدولة السابق والمدوّن سليم عمامو... قال إنه ذاهب لصياغة هذا الحوار... غيبه الموت قبل أن يصيغ حواره الأخير ... ورحل وهو ممتشق قلمه... سلاحك الوحيد أيها الصحفي هو القلم وكثير من الأنفة والكبرياء فما أجمل أن ترحل وأنت رافع سلاحك المقدس. رحمك الله يا محمد ورزق أهلك وذويك وزملاءك وأحبتك وكل الرياضيين الذين عرفوك عن قرب جميل الصبر والسلوان.