سوّت هجمات «الأطلسي» مقرّ العقيد معمر القذافي في «باب العزيزية» بالارض مخلفة أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى في العاصمة الليبية طرابلس التي شهدت أمس تحركات للثوار داخلها حيث نجحوا في تحرير عدد من المعتقلين من أحد السجون بها فيما أكدت مصادر اعلامية مطلعة وجود اعتراض قوي من قبل المعارضة المسلحة على إدارة «الأطلسي» لمعركة «مصراتة». وتحول المجمع الرئاسي الضخم للقذافي الى حطام يتصاعد منه الدخان بعد ان هدمت جميع مبانيه تقريبا بفعل القصف «الأطلسي». ودمرت الهجمات ثلاثة مبان إدارية ومبنى رابعا يؤوي مولد كهرباء. ونقلت مصادر اعلامية أجنبية داخل طرابلس عن أحد المسؤولين قوله إن ما لا يقل عن 6 قنابل تم القاؤها على المقر و8 على ثكنة الحرس الشعبي. 60 ضربة جوية وأكد موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية أن الناتو استهدف طرابلس مساء أول امس بنحو 60 ضربة جوية. وأضاف ان القصف استهدف اضافة الى مقر القذافي ضاحية تاجوراء شرق العاصمة وطريق المطار جنوبطرابلس. وزعمت لندن على لسان مسؤول بوزارة الدفاع البريطانية، ان العمليات العسكرية استهدفت مقر الشرطة السرية التابعة للقذافي والمنشآت العسكرية في ضواحي طرابلس. وتعليقا على هذه الضربات المكثفة قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن إن هناك تقدما كبيرا في العمليات العسكرية على الارض، مشيرا الى ان رحيل القذافي مجرد مسألة وقت. الثوار في طرابلس ميدانيا أوردت مصادر اعلامية قريبة من المعارضة المسلحة ان عناصرها في طرابلس ومصراتة وجبل نفوسة تمكنوا من تحرير عدد من المعتقلين كانوا في أحد السجون بطرابلس. وأضاف ان الثوار قاموا بعملية نوعية باقتحام السجن وتحرير بعض معتقليه. وفي ذات السياق أعلن ناطق باسم المعارضة الليبية ان قوات تابعة لنظام العقيد معمر القذافي تقدر بالآلاف تتقدم نحو بلدة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار غربي البلاد، تحت غطاء من قصف عنيف بالمدفعية. وقال حسن المصراتي الناطق باسم المعارضة في البلدة: «إن مصراتة تتعرض لقصف عنيف. تقوم قوات القذافي بقصف مصراتة من ثلاثة اتجاهات من الشرق والغرب والجنوب. لقد أرسل القذافي آلاف الجنود وهم يتقدمون من ثلاثة محاور محاولين دخول البلدة، ولكنهم مازالوا خارجها». وأضاف ان القصف الحكومي أسفر عن مقتل 12 من مقاتلي المعارضة واصابة 26 بجروح. من جهتها قالت صحيفة «غارديان» البريطانية أمس إن توترا يطغى على العلاقات بين الثوار و«الأطلسي» وأن معارضة معلنة تبديها العناصر المسلحة حيال ادارة الصراع في مصراتة. وأشارت الصحيفة الى ان «الأطلسي» عمم تحذيرا على الثوار في مصراتة من مغبة التقدم شرقا، قائلا إن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها في المدينة. وأضافت ان هذا القرار الاطلسي اثار حفيظة الثوار الذين يعتقدون جازمين ان الكتائب تعاني من تدني المعنويات والعتاد والامكانيات وأكدت ان «الأطلسي» اعترف بوجود خطر حقيقي على الثوار في حال شردوا في المناطق التي يتم استهدافها جوا. سياسيا، قال مبعوث الرئيس الروسي الى افريقيا ميخائيل مارغيلوف إن القذافي فقد شرعيته وموسكو ستدعم حرية الشعب الليبي واستقلاله. وحسب مارغيلوف فإن روسيا لها وضع فريد في ليبيا، فهي لم تقطع علاقاتها مع طرابلس وأقامت علاقات مع بنغازي. وأعلنت الصين بدورها ان وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وصل الى بيكين وسيجري مفاوضات مع المسؤولين الصينيين.