صاغت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أمس مشروع قرار يدين «أعمال العنف» في سوريا أعلنت واشنطن تأييدها له على ان يتم التصويت عليه مطلع الأسبوع القادم فيما نفت سفيرة سوريا لدى باريس لمياء شكور نبأ استقالتها متهمة قناة «فرانس 24» بفبركة الخبر، وسط تأكيد صهيوني باطلاق أفيغدور ليبرمان قائد الديبلوماسية الاسرائيلية حملة دولية لاسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية أمس ان لندن تعتزم توزيع مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن مشيرة الى أنه وخلافا للحالة الليبية لا يقترح القيام بعمل عسكري ضد دمشق أو فرض عقوبات عليها. تنقيح للمسودة ونسبت الى متحدث باسم البعثة البريطانية في الأممالمتحدة قوله ان بريطانيا وفرنسا نقحتا مشروع القرار استنادا الى مخاوف البرازيل وجنوب افريقيا والهند من أن يمثل هذا القرار خطوة أولى نحو تدخل عسكري على غرار ليبيا. وأضاف أن التنقيح جاء أيضا لمحاصرة روسيا والصين واحراجهما دوليا وأمام الرأي العام وبالتالي تتجنبان استخدام حق النقض «الفيتو» ضد القرار. وأكد أن التصويت على القرار سيتم أواخر الأسبوع الجاري كحد أدنى وبداية الأسبوع القادم كحد أقصى. وقالت «بي بي سي» ان هذا التحرك البريطاني الفرنسي يتزامن مع حركة نزوح سكاني من بلدة «جسر الشغور» قبل هجوم عسكري متوقع. وقال ناشط حقوقي في البلدة ان الجيش يتخذ مواقع حول «جسر الشغور» وان السكان شاهدوا الآليات العسكرية تقترب من البلدة الواقعة، شمال شرق سوريا. وأضاف أن معظم السكان غادروا البلدة لأنهم على يقين بأن عدد القتلى سيكون كبيرا وتوجهوا نحو قرى مجاورة قرب الحدود مع تركيا، وقالت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء ان 122 سوريا بينهم نساء وأطفال عبروا الحدود نحو تركيا الليلة قبل الماضية طلبا للجوء. وذكرت وكالة الانباء الألمانية أن نشطاء رصدوا انتشارا للقناصة على أسطح المنازل وقطع الكهرباء عن «جسر الشغور». وحذر النشطاء من «مجزرة» في البلدة على حد وصفهم. حملة صهيونية على صعيد آخر توجه وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان الى سفرائه في الخارج ومندوبيه في الأممالمتحدة بطلب يأمرهم فيه بوضع «القضية السورية» على رأس سلم الاهتمام وتحريض دول العالم على نظام الأسد. وجاء في نص الطلب: ان نظام الأسد يحاول اثارة القلاقل مع اسرائيل حتى يغطي على المذابح التي يرتكبها ضد شعبه... بما يخالف قوانين حقوق الانسان». وعلق المحرر بصحيفة «معاريف» عوفر شلح على الطلب الصهيوني قائلا: ان هذه الجملة الصهيونية لا تتم بدوافع الغضب والانتقام فحسب ولكن أيضا من قناعة تامة بأن الصدام مع الأسد سيرفع من اسهم اسرائيل. وأضاف أن مسيرات اللاجئين ستضيق الخناق على اسرائيل دوليا، مما يستوجب شن هجوم ديبلوماسي معاكس لتحويل الأنظار صوب دمشق. فبركة وعملية تدمير وفي ذات السياق، أكدت السفيرة لمياء شكور في مقابلة هاتفية أنها لا تزال سفيرة سوريا لدى باريس معبرة عن عزمها مقاضاة قناة «فرانس 24» التي أذاعت خبر استقالتها. وقالت شكور ان ما نقلته «فرانس 24» من أخبار عن استقالتي جزء من الحملة التدميرية لتحطيم سوريا وأنها عملية تشويهية ومقصودة وأكدت أنها ستقوم بمقاضاة «فرانس 24» التي انتحلت صفتها وأنها ستوجه التعويضات التي ستقرها المحكمة الى أسر ضحايا الاحداث في سوريا. وانتقدت السفيرة التدخل الغربي في الشؤون السورية داعية الى اعادة قراءة ما يحدث في سوريا والبحث عن الطرف المستفيد من الاحداث. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد أكد الليلة قبل الماضية أن الأسد يفقد شرعيته وينبغي له الاصلاح أو الرحيل على حد رأيه. كما جددت منظمة العفو الدولية دعوتها الى مجلس الأمن لاحالة الملف السوري على المحكمة الجنائية الدولية ذاكرة أنها تملك قائمة بأسماء 986 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري في الأسابيع العشرة الماضية.