أعلنت تركيا انشغالها الكبير إزاء الأوضاع عند حدودها مع سوريا وقالت إنها تدرس بجدّية مطلقة «كل الاحتمالات» وأنها تستعد للأسوإ في وقت تصاعدت فيه الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه إدانة دولية واسعة تلقى معارضة شديدة من روسيا والصين. ومع ظهور المزيد من اللاجئين السوريين الفارين إليها طلبا للأمان أو العلاج الطبي خصوصا مع اقتراب الحملة العسكرية المرتقبة في مدينة جسر الشغور القريبة من الحدود التركية بدأت السلطات التركية تشعر بثقل المسؤولية. خيارات تركية وقالت أنقرة إنها لا تريد تدفقا غير مضبوط للاجئين عبر الحدود وإنها لا ترضى بانفلاتها حتى لو اضطرّت الى اعتماد الخيارات البديلة التي بحثها مجلس الأمن التركي الشهر الماضي بجدّية ومنها «الخطة ب» التي تتضمن اقامة «ملاذات آمنة» في الجانب السوري من الحدود تستدعي دخولا عسكريا تركيا إليها في حال انفلتت الأوضاع الأمنية. وهذا الخيار بالرغم من «تطرّفه» فإنه يبقى حسب المصادر التركية أهون من المخاطر الأمنية التي قد تنجم عن دخول أفراد من تنظيم العمال الكردستاني الى أراضيها تحت ستار الهرب من الوضع الأمني في سوريا خصوصا أنّ نحو 300 كيلومتر من أصل 800 كيلومتر هي مساحة الحدود بين البلدين هي لمناطق كردية. ونفت مصادر ديبلوماسية تركية قيام السلطات التركية بمنع أي من اللاجئين السوريين من دخول البلاد مشيرة الى أنّ كل من يحمل جواز سفر سوريا يمكنه الدخول الى تركيا بمجرّد ابرازه عند أي نقطة حدودية بناء على اتفاقية الغاء التأشيرات المعمول بها بين البلدين. وفسّرت المصادر التجمّعات التي شوهدت عند الحدود بأنّ عائلات بعض الجرحى كانت تنتظر عند الجانب السوري تحسبا لاحتمال اعادتهم الى الأراضي السورية. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن أنه من غير المطروح أن تقفل تركيا أبوابها في وجوه اللاجئين السوريين الذين يهربون من أعمال العنف. وحسب مصادر اعلامية فقد وصل نحو 1000 لاجئ سوري جديد الى تركيا منذ أول أمس. ومن جهة أخرى أعلنت أحزاب كردية أنها اعتذرت عن اللقاء بالرئيس السوري بشار الأسد تحت ضغط من الشارع الكردي الذي يطالب باسقاط النظام وليس التفاوض معه. توقعات بريطانية على صعيد آخر أعلن السفير البريطاني مارك ليال غرانت أن مشروع القرار الأوروبي لادانة النظام السوري في الأممالمتحدة يطلب من دمشق وضع حدّ لأعمال العنف وسيطرح على التصويت في الأيام المقبلة. وقال السفير البريطاني للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي مخصّص لمشروع القرار الأوروبي «يجب على العالم أن لا يبقى صامتا أمام ما يجري من أحداث فضائحية»، على حدّ تعبيره. وأضاف أنّ نصّ القرار يطلب من دمشق أيضا رفع الحصار عن المدن التي يحاصرها الجيش. وأعلنت روسيا مرارا معارضتهما لقرار يدين سوريا إلاّ أنها لم تتحدّث عن استخدام حق «الفيتو».. وهو الموقف ذاته الذين تبنته الصين.