من منّا لا يعرف «البُكْ» ذلك النبات الفصلي الشائك جدا. والذي لا تخلو منه ساحة. والذي يهيج في نموّه وتفرّعه وارتفاعه في الزبالة حتى أنه لا أقول شجرة منه تغطي مدينة. وإنما تغطي فيلا في أكثر من حي بأكثر من بلدية. وبأكثر من مجلس قروي. ولولا «البُكْ» يا سيدي لما تجاوز نصيب الساكن الواحد معدل خمسة عشرة مترا مربعا من المناطق الخضراء أيام كانت البلديات تغطي عين الشمس ب«البُكْ» في كل عيد للشجرة. ولولا «البُكْ» لما نالت أكثر من بلدية الجائزة الرئاسية للتشجير زمن «البكبكة». و«البُكْ» ملجأ وموطن ومرتع الزواحف كالأفاعي والثعابين وكذلك العقارب والجرذان والحشرات الضارة فاجأني أحد الأصحاب وهو يحدثني عن منافع بذور «البُكْ» الصحية وقيمتها الدوائية وارتفاع سعرها في الخارج سعرا يضاهي سعر الذهب فقلت آه يا صاح لو تقنع مجالسنا البلدية بهذا قال لماذا؟ قلت لعلها تجد في «البُكْ» العمومي المشترك ما تعزز به نصيبها من المال العمومي المشترك الذي يرتفع كلما ارتفعت مداخيل البلدية ومادام الاعتماد على الذات بات أمرا مفروغا منه فلمَ لا يكون الاعتماد على البنك العمومي خاصة وأن أملاك الدولة من هناشير «البُكْ» لا حصر لها. قال أعرف منها الكثير وأشهرها عندي هنشير «البُكْ» التابع لوزارة الصحة بإحدى مدن الشمال الغربي يمسح ثماني هكتارات من أثرى وأخصب الأراضي الزراعية. وقد تجعل منه صابات بكه المتتالية والقياسية العارمة المحمية الوطنية الوحيدة للزواحف والحشرات قلت لهناشير أملاك الدولة أسماؤها فما اسم هذا الهنشير؟ قال يعرف عند العامة بمركز التوليد. قلت. توليد «البُكْ» أم توليد الدواء من بذور «البُكْ» أم توليد الزواحف في «البُكْ» مد يده اليمنى إلى أذني اليسرى وجذبني منها وهمس فيها قائلا وتوليد النساء أيضا يا ولدي.