تونس (الشروق) تغطية: عبد الرؤوف بالي: اعتبر السيد احمد الخصخوصي الامين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين ان البلاد خرجت من عهد الدكتاتورية لتدخل في عصر التلاعب بالعقول عبر وسائل الاعلام، وان المرحلة تقتضي تسبيق المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية، مؤكدا في الوقت ذاته ان ما يروج عن حرمان الحركة من خوض الانتخابات القادمة لا أساس له من الصحة. وقال الخصخوصي خلال ندوة صحفية عقدها صباح أمس بمقر الحركة إنه يريد ان يرسل «صيحة فزع لأن المحيط الجغراسياسي لبلادنا خطير ولأن تونس ليست قوة كبيرة لتسيطر على الوضع». وأضاف قائلا: «هاجسنا الآن هو الوطن ومسألة الحزب والفئة تأتي في المرحلة الثانوية» وان من لا يتحمس لمصلحة البلاد «لا يتحمس الا للمال»، معتبرا ان دفع المواطنين نحو التخريب في هذه المرحلة أمر سهل وأن الصعب هو لغة العقل وتغليب المصلحة الوطنية. وأوضح الأمين العام ل«ح.د.ش» ان وظيفة بعض وسائل الاعلام اليوم هي بث الرعب في الناس «حتى تصل الى مرحلة تفضل فيها عودة بن علي على كل الأطراف السياسية في البلاد». وحول تاريخ الحركة التي تحتفل يوم الاحد المقبل بالذكرى 33 لتأسيسها استعرض أحمد الخصخوصي عددا من المحطات المضيئة منها أحداث 1978 التي ذهب ضحيتها العشرات من أنصارها والذين لا يعرف الى حد الآن مكان دفنهم. وفي سنة 1995 جاء مأزق الانتخابات التشريعية ودخل المسؤول الاول عن الحزب الى السجن بعد بعثه لرسالة تضمنت كشفا لعملية التزوير. واعتذر الأمين العام للشعب ولمؤسس الحزب السيد احمد المستيري عن ما يكون قد لحقه من أضرار خلال مرحلة الوصاية التي مرت بها الحركة والتي نالت من مصداقيتها واهتزت صورتها في المجتمع «وإن لم يكن لي بها اي علاقة، على حد قوله». وفي رده على سؤال ل«الشروق» حول الاخبار التي تقول ان الحركة ستحرم من خوض الانتخابات اذا بقيت مقسمة، قال الخصخوصي إن مسألة الحرمان ليس لها أساس من الصحة وان ذلك يدخل في إطار «التلاعب والاستفزاز». وحول مسألة التوحيد قال الامين العام إن «الحركة مفتوحة لكل أبنائها منذ سنة 1974 واعتبرنا انه بعد الثورة نمر بمرحلة اعادة التأسيس، نحن مستعدون لإيجاد صيغ وربما يتم الامر في المستقبل لكننا متأكدون أن الحركة لها من النضج السياسي ما يمكنها من توحيد صفوفها». وفي مداخلته قال السيد احمد الخصخوصي إن الفترة تتطلب التريث وعدم دفع الشعب وراء مطالب لا يمكن تحقيقها الآن ومنها المحاكمات ما جعلنا نسأله هل قصد ان اعلان البدء في محاكمة رموز النظام السابق سيستفز الشعب أم سيساهم في تهدئته، فقال «بالنسبة للقضاء كل شيء بأوانه، المحاكمات يجب ان تقوم والمسألة مرتبطة بالوقت».