دخل الجيش السوري مدينة «جسر الشغور» بمحافظة «ادلب» شمال غرب البلاد، وخاض اشتباكات مسلحة مع عناصر تنظيمات مسلحة تختبئ في المدينة مما دفع بالسكان الى الفرار تجاه تركيا حيث ارتفع عدد النازحين أمس الأحد لخمسة آلاف نازح . وأفاد التلفزيون السوري أن «وحدات الجيش تدخل «جسر الشغور» وتطهر المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة، مؤكدا سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش. وأضاف أن تلك الوحدات توغلت في المدينة «بعد تفكيك المتفجرات وحشوات ناسفة من «الديناميت» زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات». وأعلن العثور عن مقبرة جماعية ارتكبها مسلحون ب«جسر الشغور» ضد عناصر الأمن. وأكد وقوع اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش «وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط بلدة جسر الشغور وداخلها». كما أشار التلفزيون الى مقتل اثنين من «عناصر التنظيمات المسلحة والقاء القبض على أعداد كثيرة منهم وضبط أسلحة رشاشة بحوزتهم». دخول وحدات من الجيش وسبق أن أكد نشطاء وشهود لوكالات الأنباء دخول وحدات من الجيش مدعومة بالدبابات «جسر الشغور» منذ الليلة قبل الماضية، بعد أن مشطت القرى المحيطة بها بحثا عن عناصر تنظيمات مسلحة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط حقوقي قوله ان الجيش بدأ منذ السابعة صباحا بالتوقيت المحلي «بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب» مشيرا الى دوي انفجارات في حين شوهدت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة. كما أشار الناشط الى انتشار نحو مائتي دبابة بالمنطقة، وقال ناشط آخر لنفس الوكالة نقلا عن سكان بالمدينة ان أصوات انفجارات تسمع منذ الصباح في جسر الشغور، كما تتصاعد أعمدة الدخان من المدينة. وقال شاهد عيان بالقرب من جسر الشغور ان الدبابات دخلت من المحورين الجنوبي والغربي حيث قصفت المستشفي، كما شوهد الدخان يتصاعد من الجهة الشمالية، مشيرا الى أن الاشتباكات التي يتحدث عنها ربما تكون بين الجيش و«الوحدات المنشقة» حسب توصيفه رغم أنه أوضح أن المدينة خالية وأن المنشقين انسحبوا منها . نزوح مستمر ودفعت هذه العملية آلاف السوريين من «جسر الشغور» و«معرة النعمان» قرب «ادلب» الى الفرار الى تركيا، في حين قال شهود عيان ان قرابة عشرة آلاف آخرين يتجمعون بين الأشجار على الجانب السوري من الحدود. وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية أن أكثر من أربعمائة لاجئ سوري عبروا الحدود امس ليرتفع العدد الاجمالي للنازحين الفارين الى 5015 لاجئا. وقد أعربت أنقرة عن قلقها من الوضع هناك، بينما توقعت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين اتساع موجة نزوح اللاجئين الى تركيا. في غضون ذلك توفي مواطن متأثرا بجروحه فور وصوله الحدود مع تركيا، وشيع جنازته عشرات النازحين بمنطقة الشريط الحدودي الفاصل بين سوريا وتركيا. وتحولت الجنازة الى مظاهرة ندد خلالها المتظاهرون بالنظام وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط عليه من أجل وقف آلة القمع والقتل ضد المواطنين العزل. مظاهرات وفي تطور متصل أظهرت صور بثت على شبكة الانترنت تشييع عدد من السوريين لقتيل قالوا انه لقي حتفه برصاص قوات الأمن بمدينة اللاذقية الساحلية. كما تظهر الصور محتجين بمدينة حمص وسط البلاد يحرقون العلم السوري . وخرجت مظاهرة مساء أول أمس في «شارع الميدان» وسط العاصمة دمشق ردد المشاركون فيها شعارات تطالب بالحرية وسقوط النظام. وفي دمشق أيضا خرجت مظاهرتان في «حيي القابون» و»برزة» مساء اول أمس ردد المشاركون فيهما شعارات تطالب بالحرية. كما بث ناشطون سوريون صورا على الانترنت لمظاهرة في قرية طيبة الامام في محافظة حماة (وسط) مساء أول أمس.