قدمت فرقة الكرامة بدار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم الجمعة الفارط سبتمبر حفلا فنيا متنوعا في اطار يوم السجين الفلسطيني الذي نظمه الاتحاد الجهوي. كانت البداية بنشيد (الله أكبر فوق كيد المعتدي) بعدها غنت الفرقة مجموعة من الأغاني والأناشيد، تحية منها الى صمود الاسرى الفلسطينيين الذين يخوضون نضالات مجيدة، كانت آخرها اضرابهم المفتوح عن الطعام. الكرامة حيّت هذا الصمود بإنشادها : (أنا قد كسرت القيد.. قيد مذلتي.. وهزمت جلادي وصانع نكبتي) و(من سجن عكا) و(جمع الأسرى في معسكر أنصار). كما غنت الفرقة لفلسطين، لمقدساتها ومدنها للعمليات الاستشهادية لحق العودة ولكل ربوع وتلال وزياتين ونسمات أرض الاسراء والمعراج وأولى القبلتين، فكانت : (من مهبط الاسراء) و(القدس تنادينا يا عرب) و(الشهد في عنب الخليل) و(قسما بقرآني المجيد) و(يا جماهير) و(لوحنا ع القواعد)... وغيرها من الأغاني التي تجاوب معها الحاضرون بالتصفيق والغناء والرقص وكذلك بترديد الاهازيج والاناشيد بين الحين والآخر من طرف الجمهور الذي رقص الدبكة و»التشوبي» وغنى بصوت واحد : (موطني) و(بلاد العرب أوطاني... من الشام لبغدان... ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان).. فعبر هذا الجمهور الذي جمع بين النقابيين والشباب والكهول والأطفال عن وفائه لقضايا أمته، مما أضفى على الحفل انسجاما بينه وبين الكرامة. وقد شدت الفرقة لسوريا حاضنة المقاومة العراقية والفلسطينية، وللبنان الاخضر بلد الحب والمقاومة والجمال : (كتبت مجدك في قلبي وفي الكتب ... شام ما المجد أنت المجد لم يغب) (شام يا ذا السيف لم يغب) ... (لالي لالي لالي يا علمنا لالي بالعالي) (بحبك يا لبنان يا وطني بحبك ... بشمال بجنوبك بسهلك بحبك) المختارة من أغاني فيروز، وكذلك (زينوا المرج) التي قدمتها مجموعة من الأطفال الحاضرين الذين كانت لهم مساهماتهم العفوية الرائعة برقصات الدبكة وكذلك بغناء أجزاء من أوبيرات (القدس ح ترجع لينا) وأغنية (سالم يا عراق) التي لحنها الفنان العراقي حسين القدوري. العراق الشامخ كان حاضرا في هذا الحفل حيث غنت الكرامة وفاء للأسير صدام حسين : (حيث انتهى بك أمر الله أنت لنا ... كنز البطولات طود شامخ القمم) و(صدامنا الغالي عليك اسم الله) ... كما حيت المقاومة العراقية في بغداد والفلوجة والأنبار وسامراء وفي كل بلاد الرافدين. (الله اكبر يا عرب نادت بغداد حي على الشهادة وعلى الجهاد) ... (اسباع الزلم روبينا بالفلوجة ... سيف العدل بيدين العدل العوجة) وهي أغاني عراقية حديثة. الكرامة التي تواصل نشاطها منذ أكثر من عشرين سنة بدون توقف في دور الاتحاد العام التونسي للشغل من بنزرت الى بن قردان وفي عدة معاهد عليا وكليات الجامعة التونسية وفي بعض المهرجانات ودور الثقافة كان لها شرف مصاحبة والد الشهيد محمد الدرة وكذلك الفنان الفلسطيني أبو عرب في زيارتيهما لتونس اضافة لمشاركتها في مهرجانات بعدة أقطار عربية. الى جانب ذلك تعمل الكرامة على تقديم تراثنا الوطني التونسي ونشر أغاني (بني وطني) (الدغباجي) و(الجرجار)... تلك هي اذا فرقة الكرامة التي يفوح صوتها من شذى نغمات الناي والمزمار، ويعبق عطر ألحانها من رنين أوتار العود والقانون والكمان ومن عمق واقعنا وتراثنا العربي، بقيمه النبيلة وابداعاته الرائعة وبروحه العربية الاسلامية وبالامل، أمل الانتصار والبقاء، لعلها بذلك تكون جزءا من الفيض الثقافي العربي.