لم تجد المقاومة العراقية من يغني لها من الفنانين العرب فغنوا لأنفسهم... كتبوا الكلمات عن أبطال الفلوجة... وأنتجوها ووزعوها على الشوارع وفي الأكشاك! الغريب أن شارع الفن العربي الذي استجاب لكل حدث وطني في أي عاصمة عربية ومنها العراق لتظهر لنا قصيدة «بغداد» التي غنتها أم كثلوم قبل ما يزيد عن 50 عاما وقصيدة الموسيقار محمد عبد الوهاب «يا شراعا» وراء دجلة يجري» ولكنه أصبح هذه الأيام في غيبوبة ولم يظهر من بينهم سوى صوت وحيد للمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم... ومن أم كثلوم وعبد الوهاب الى «شعبان»... ويا أيها الفن العربي لا تسأل أين أنت من قضايا الأوطان؟ ويعد الإسم الأول المطروح على الساحة هو المطرب العراقي كاظم الساهر الذي عاش العراقيون طوال سنوات الحصار والحرب والاحتلال يسمعون أغانيه، وحتى الآن تشير التقارير أنه ما زال يفكر (!) ولكنها أشارت على اصراره على زيارة بلاده رغم تحذير الكثيرين له بعدم السفر لبغداد في الظروف الحالية... وبالمناسبة لكاظم الساهر ستوديو تسجيل في العاصمة العراقية... فهل يخرج لنا منها بأغاني المقاومة... أم أنه وراء الصمت أشياء... وأشياء؟ وبعيدا عن كاظم الساهر الذي تعد بغداد هي حياته وعشقه يؤكد لنا المطرب محمد الحلو أنه بالفعل كان في طريقه للانتهاء من أغنية عن العراق ولكن سقوط بغداد المفاجىء جعله يتوقف ويقول : لقد أعادت المقاومة القوية للاحتلال شهيتي ودافعي لانجازها مصورة وسأتحمل جميع تكاليفها. ويؤكد الحلو أن هذه القضية ليست مسؤولية المطرب فقط ولكنها مسؤولية متكاملة ويشارك فيها الاعلام بتجاهله مثل هذه الأعمال ويشير هنا الى أغنية «اصرخي صرخة ميلاد» التي غناها الى فلسطين ويقول إنها لا تذاع. وتضيف المطربة نادية مصطفى بأنها ترحب بتقديم أغنية عن المقاومة. العراقية مشيرة الى أنها سبق وقدمت مع زوجها المطرب أركان فؤاد أغنية «يا جبل ما يهزك ريح» كانت هدية من جانبهما للقضية الفلسطينية وتؤكد استعدادها لعمل غنائي عن المقاومة العراقية في حال توافر ظروف الانتاج. وعلى صعيد الشعراء مؤلفي الأغاني يؤكد الشاعر عبد الرحمان الأبنودي أن أغاني الفيديو كليب الخارجة والفجة ليست مصادفة ولكنها عملية مقصودة ومخطط لها لمسح ذاكرة العرب، ويقول إن غياب أغنية المقاومة العراقية ليست مشكلة مطرب وقبل أن تسأل المطرب أو تبحث عنه فاسأل وابحث عن الأنظمة ففيها تكمن المشكلة والتعاطف وتظل المآسي التي تموج بها أرجاء الأمة تغني لنفسها بنفسها. ومن جانبه يؤكد الموسيقار الكبير حلمي بكر أن المقاومة في العراق تحتاج إلى نقطة دفع في البداية من خلال صوت كاظم الساهر وزملائه ويشير الى ضرورة أن يخرج هذا الصوت الغنائي أيضا من وسط المقاومة نفسها ليظهر من بينهم مطرب المقاومة والثورة العراقية، ولا يرتبط ذلك بادانة الفنانين ويقول : فيما يتعلق بي فقد قدمت ثلاث أوبريتات عن الحلم والوحدة العربية مثل «الحلم العربي» و»كلنا بنكمل بعضنا».